من سعد الحصين إلى علي بن عبد العزيز الخضيري
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين الشيخ/ علي بن عبد العزيز الخضيري أعلى الله مقامه في الدّنيا والآخرة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد وصلتني رسالتكم رقم48 في 1413/3/12 ومعها أشرطة كاسيت للقرآن والدّروس الدّينيّة.
جزاكم الله خير الجزاء، ونحن في حاجة إلى المزيد عندما يتيسّر لكم ذلك في المستقبل ولو على نظام (الريال) ونقدّمه بواسطة أخي/ عبد الله الحصين نائب محافظ التحلية للتشغيل والصيانة، وهذه الإذاعة في مرحلة التجارب ونحاول في الوقت الحاضر تغطية لبنان. وتنافسنا إذاعة للصّوفيّة اسمها: إذاعة القرآن الكريم وإذاعتان للشيعة: إذاعة الإيمان وإذاعة النور وإذاعة ناشئة للأحباش كبتها الله
ولكن هذه الإذاعة التي يقوم عليها عدد من شباب السّنّة (الصحيحة) من بيروت تتميّز عن هذه الإذاعات بل عن كلّ الإذاعات الدينيّة ومن بينها إذاعتكم بأنها تلتزم بتقديم الدّين من الوحي لا من الفكر ولو سمّي (إسلاميّاً) وهي لا تدعو إلى شخص ولا إلى جماعة ولا إلى حزب، ولا تحارب شخصاً ولا جماعة ولا حزباً. ومع أننا نلتزم بتقديم الدّروس الدّينيّة من كبار العلماء وطلاب العلم في المملكة خاصة وغيرها عامة، فإنه لا بدّ من تنقيتها من التحليلات السّياسيّة والثّقافية والفكرية عامّة قبل إذاعتها.
وأتمنى أن تنهج إذاعة القرآن ونداء الإسلام في المملكة هذا المنهج، لأنه يسيء إلى سمعتها بل يسيء إلى دين الله بعض ما يلقيه فيها الإسلاميّون وهم في الغالب فقراء في الشريعة أعني أحكام العقيدة والعبادات والمعاملات وإن حملوا أعلى الشهادات الجامعيّة.
جزيرة العرب مؤهلة لأن تكون قدوة للمسلمين في كلّ مكان بما منّ الله به عليها من بداية هذا الأمر ونهايته.
وحدها لم يألف أهلها اليوم القبور (الأوثان) ولا الخمور ولا السفور.
وحدها قامت على التوحيد في دولة الإسلام الأولى وفي هذه الدّولة.
وحدها ترفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله على الخرقة وعلى الورق بما تبثّ من علوم في العقيدة والشريعة.
وحدها لا تعطي جنسيتها إلاّ لمسلم ولا تجتمع فيها الكنائس مع المساجد ولا مدارس النصارى بمدارس المسلمين.
وحدها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعوا إلى منهج النبوّة في الدّاخل والخارج وتوقف التّجارة والعمل واللهو عندما ينادى للصلاة، ولله الحمد والمنّة.
ولكن زحف الإسلاميّين من الصوفيّة والمبتدعة والحزبيّين وأخصّ الاخوان المسلمين وصل إليها فصار منهم الأئمة خاصة في جدّة من السّوريّين، والدعاة في الخارج، والمحاضرين في إذاعة القرآن وفي الجامعات، والموظّفين في الرّابطة وندوة الشباب العالمي وهيئة الإغاثة العالميّة والجمعية الخيريّة العالميّة في الكويت، أكثر أعضاء المجلس التّأسيسي للرابطة صوفيّة وقليل منهم إخوان ولا أعرف فيهم سنّيّاً حقّاً غير الوالد الشيخ/ عبد العزيز بن باز.
جامعة الإمام محمد بن سعود اتّجهت وجهة حزب الإخوان.
شركة الراجحي المصرفيّة للإستثمار يسيطر على إداراتها الإخوان من السّعودية وغيرهم، والندوة العالميّة للشباب الإسلامي وهيئة الإغاثة، كلها صارت حكراً على حزب الإخوان المسلمين هدانا الله وإياهم لأقرب من هذا رشدا.
وأرجو الله أن يبقي الإذاعة في المملكة صوتاً صافياً من شوائب البدعة والحزبيّة والخرافة، تقدّم الدين على منهج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم كما فهمه الأئمة في القرون الثلاثة المفضّلة لا على منهج فلان أو فلان من المحْدَثين القاصرين، {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير}؟.
لا أظنني خرجت عن الموضوع فكلّ ما ذكرت تجمّع ليكون سبباً في اهتمامي بهذه الإذاعة الصغّيرة لعلها تكون قدوة صالحة.
وحتى الآن تذيع بشكل تجريبي: القرآن بصوت الشيخ علي الحذيفي من مطبعة المصحف بالمدينة لفترة لا تقلّ عن 12 ساعة يوميّاً.
وليس على الله بعزيز أن تنجح وتنمو وتغطّي لبنان ثم تتطوّر لتغطِّي ما وراءها.
وطبيعة لبنان الجغرافية تعوق وصولها إلى مناطق مثل طرابلس بل إنّ إذاعتكم لا تصل إلى بيروت مع أنها تصل إلى مناطق شاسعة بفضل الله ثم بجهود العاملين لنشر دين الله. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم 71 في 1413/4/7هـ.