من سعد الحصين إلى مدير عام مركز البحوث والدّراسات الإسلاميّة

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى فضيلة مدير عام مركز البحوث والدراسات الإسلامية، وفقه الله لطاعته.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فقد وصلتني رسالتكم الكريمة رقم253/د في 1416/3/24 عن بدء العمل في المركز، أرجوا أن يوفقكم الله لخدمة دينه وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلّم والدّعوة إلى سبيله على بصيرة، أي على يقين من وحيه، لا على الفكر والظّن.

وأحذّركم مما وقعت فيه أكبر مراكز البحوث الرسميّة وشبه الرسميّة من تغليب الكمّ على الكيف أو العدد على النوع والمظهر على المخبر.

لقد منّ الله علينا بالانتماء للعقيدة الصّحيحة والسّنّة بانتمائنا لبلاد التّوحيد والسّنّة ودولة التوحيد والسّنّة الوحيدة في هذا العصر الذي بدأ في الواقع منذ قرنين بمعاهدة بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله للعودة بجزيرة العرب إلى ما كانت عليه في عصر النبوّة والخلافة الراشدة، وقد وفّق الله الامامين إلى الطريق الوحيد المستقيم لتجديد الدّين وخدمته ونشره: الرّجوع به إلى أصله {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}، {قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، ولقد عيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائفة الناجية: «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»، وقال الإمام مالك رحمه الله: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلاّ بما صلح به أوّلها).

ولو خيّرت لاخترت إزالة كلمة: إسلاميّ وإسلاميّة وفكر وثقافة وتربيّة، من كلّ ما يتعلّق بالعلوم الشرعيةّ والدّعوة إلى الله، لأنها ابتدعت في القرن الأخير واستغلّها الشيطان لتحلّ محلّ: الوحي والعالم والعلم والفقه، ينخدع المسلم بأوصافها وحركيتها وفرقها وأحزابها (الإسلاميّة) يظنّها ماء حتى إذا جاءها وجد السّراب والضّلال.

وعلى هذا لا أرى خيراً في حوار مع المفكّرين الإسلاميّين وغير المسلمين (وشكراً لعطفكم الثاني على الأول من الدّليل) حول القضايا والمشاكل المعاصرة في العالم المسلم؛ فكلاهما لا يرجع إلى الشرع اليقيني وإنما يبني أحكامه على الفكر الظّنّي، والظنّ {لا يغني من الحقّ شيئا} وأرى الاكتفاء بمجلّة شرعيّة واحدة تهتم بالمنهج الشرعي الذي تفتقده المجلات الموصوفة بالإسلاميّة. وبالمناسبة فإنه لا يوجد وجه مظلم للإسلامي وآخر مضيء وشريعتنا صالحة لكلّ زمان ومكان (ص11) ليس على منهج الغزالي والقرضاوي وإنما على النحو الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضع له الزّمان والمكان والأحوال، ولا يخضع لها.

وبما أن المركز فيما يبدو فرع عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف وأن من أول اهتماماته وأهدافه: القرآن والسّنّة والدّعوة، فإليكم نموذجا من رسائل كتبتها في اوقات متفرّقة، قد ترون الإعانة على تحقيق بعضها ونشر المناسب منها في المجلّة (الشرعيّة).

وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.

الرسالة رقم 86 في 1416/4/17هـ.