من سعد الحصيّن إلى مدير إذاعة القرآن الكريم بالرّياض [2]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الدّين ووطن الدّعوة إليه/ مدير عام الإذاعة بالرّياض، وفقه الله لطاعته وخدمة دينه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: ففي النشرة الموجزة للأخبار ضحى هذا اليوم ذكر مذيع النّشرة خبراً عن عراك بين العرب واليهود في مدينة الخليل ووصف المسجد المشهور بأنه (الحرم الإبراهيمي الشريف) تبعاً للعوام والمبتدعة.

والحقيقة أن هذا المسجد معبد أوثان لليهود أولاً ثم للنّصارى ثانياً ثم للمنتمين للإسلام ثالثاً، والجميع يتنافسون عليه للشرك فيه.

وللأسف فإن مبتدعة المنتمين للإسلام أساءوا للإسلام فيه أكثر من اليهود والنّصارى؛ فقد كان مجرّد مدفن يدّعي اليهود أن فيه أربعة قبور لأربعة من أولياء الله: (الخليل إبراهيم وإسحق وزوجتيهما صلوات الله وسلامه عليهم). وبنى عليه النّصارى كنيسة أيام الصّليبيّين وجاء المنتمون للإسلام أيّام الأيّوبيّين فحوّلوا الكنيسة مسجداً مصداقاً لخبر النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلّم: «لعن الله اليهود والنّصارى اتّخذوا قبور أنبياءهم مساجد» وقوله: «لتتبعنّ سنن من كان قبلكم…» متفق عليهما. وإساءة المنتمين للإسلام وصلت إلى حدّ بناء سبعة أوثان (مقامات) فوق المغارة اثنان منهما وسط المصلّى الأمامي وهو ما يسمّيه المبتدعة الحرم الإبراهيمي الشريف.

والمملكة العربية السّعوديّة (حفظها الله قدوة صالحة) بأرضها ومقدّساتها ودولتها، قد اصطفاها الله برسالة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم بتجديد الدّين منذ قرنين ونصف بعهد بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود، ثم بهدم الأوثان وإزالة البدع ونشر السّنّة مرّة أخرى على أيدي أحفادهما بقيادة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله وأبنائه نصر الله بهم دينه، اصطفاها الله لقيادة المسلمين إلى التّوحيد والسّنّة وتحذيرهم من الشرك والبدعة، ولا يليق بوسائل الإعلام فيها أن تُردّد بدون وعي ادعاءات المبتدعة من اليهود والنصارى والمسلمين، وترضى بالتّبعيّة للباطل وقد اصطفاها الله لقيادة البشريّة إلى الحقّ.

إن برنامج (نور على الدّرب) وحده (بتوفيق من الله لدولة الدّعوة إلى التّوحيد والسّنّة، وللعاملين على تنفيذه) يقدّم الدّعوة الصحيحة التي شرعها الله، وسنّها رسوله، وقامت على أساسها السّعوديّة، وهو الذي يرفع ذكر هذه البلاد وهذه الدّولة المباركة عند الله ثم عند خلقه، وتوجد بعض الدّروس والنّدوات والبرامج الصالحة ولكن أكثرها يليق بغيرنا أكثر مما يليق بنا فقد قضى الله من فضله أن يميّز غيرنا بالشّرّ.

وهل يليق بهذه البلاد وهذه الدّولة التي طهّرها الله وحدها من الأوثان والفواحش والبدع الظاهرة، وميّزها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدّعوة إلى الله على بصيرة في الدّاخل والخارج؟ هل يليق بها أن تُشَرِّف وتُقَدِّس الوثن بل وتُسَمِّيه: حَرَماً؟ برّأها الله من ذلك وأعاذها مما فعل الجهال والسّفهاء باسمها، وأزال هذا الوثن وأمثاله وهدى الجميع لدينه.

آمل ملاحظة ذلك والحرص على تأهيل العاملين في الإعلام للتمييز بين الحقّ والباطل، وإنّي لعلى استعداد للمساهمة في ذلك بأيّ صورة ترونها بلا مقابل غير التقرّب إلى الله بشرعه.

وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.

الرسالة رقم80 في 1419/3/13هـ.