من سعد الحصين إلى وزير الحج والأوقاف [3] [توسيد الأمر لغير أهله في المساجد]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى معالي وزير الحج والأوقاف وفقه الله لطاعته.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد كتبت لكم أكثر من مرّة ولأكثر من جهة مسئولة محذّراً من توسيد الأمر في المساجد إلى غير أهله، والقيادة الدينيّة (والإمامة من أهم ركائزها) مما يجب المحافظة عليه واختيار الأصلح له في كلّ مجتمع مسلم، وفي المملكة العربيّة السّعوديّة بخاصّة لأنها الدولة الوحيدة (والمجتمع الوحيد) التي قامت على تصحيح العقيدة والمحافظة على السّنّة ومدافعة الشرك والابتداع في الدّين، وجمع الله بها شمل الجزيرة العربيّة على ذلك في عهد الأئمة الأوائل بقيادة محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود ثم في هذا العصر بقيادة الملك عبد العزيز وأبنائه وكبار العلماء في الجزيرة.
ولأن إخواننا في البلاد الإسلاميّة الأخرى قد ألفوا البدعة والخرافة ودخل على تديّن كثير منهم تقاليد من الأديان الباطلة سلم منها مجتمع جزيرة العرب بفضل الله فتنزّهت عبادتها عن البدعة والخرافة وتطهرت مساجدها من أوثان الأضرحة والمشاهد والمزارات والمقامات، فقد صدر أمر المقام السّامي بقصر وظائف الأئمة على السّعوديّين.
وقبل أيام استغنت المؤسّسة العامة لتحلية المياه المالحة (فرع جدة) عن خدمات الشيخ/ عبد الحفيظ محمد حدّاد سوري الجنسية لما ظهر منه من مناصرة للبدعة ومناهضة لدعاة السّنّة، ولأني خشيت من انتقاله إلى مسجد آخر فقد رأيت الاتصال بكم راجياً من الله ثمّ منكم ملاحظة ما يلي:
1) عدم تعيين هذا الرجل في أي عمل قيادي ديني محافظة على هذا الدّين وأهله، وقد فصل من قبل للسبب نفسه من دار الحديث الخيرية بمكة، وعرفته شخصياً عن كثب.
ويشهد على فساد منهجه من أهل بلده: الشيخ/ محمد جميل زينو المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة والشيخ/ عدنان عرعور ومن بين موظفي التحلية بجدة السّعوديين: الشيخ عابد عبد الله سليم وحمد القايدي، والأول جاره في السكن من بضع سنوات.
2) أن عدداً من مساجد جدة (على الأخص) قد يبلغ العشرين (وأكثرها مساجد أهليّة) يؤمّها مشايخ سوريّون لا أعرف بينهم من أثق في عقيدته أو التزامه بالسّنّة فضلاً عن الدعوة إليهما، ويسأل عنهم الشيخ/ صالح الزهراني في جدة.
ولا أعرف أن الأمر السّامي الذي سبقت الإشارة إليه يستثني المساجد الأهليّة، فالمصلّون فيها مثل المصلّين الآخرين لهم علينا واجب النصيحة في اختيار الصالح لقيادتهم الدينيّة، ووزارة الحج والأوقاف فيما أعلم مسئولة عن جميع المساجد في المملكة، ومموّل بناء المسجد لا يملك شرعاً التصرّف في المسجد الذي بناه فقد خرج عن ملكه وتصرفه بمجرد إتمام بنائه.
وفقكم الله لطاعته وحفظ بكم بيوته عن الانحراف والمنحرفين عن شرعه،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم135 في 1413/10/22هـ.