من سعد الحصيّن إلى حنان بنت علي اليماني
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى الأخت في الإيمان وفي وطنٍ أسِّس من أوّل يوم على نشر التّوحيد والسّنّة والتّحذير من الشرك والبدعة/ حنان بنت علي اليماني أعلى الله بها كلمته ونصر بها دينه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فأشكر الله تعالى ثمّ أشكركم على اصطفاء الله لكم وفضله عليكم وبكم، بعد أن قرأت أربعة كتب من تأليفكم وفقكم الله لحصرها في بيان التّوحيد والسّنّة والتّحذير من الابتداع في الدّين (وأشنعه: الشرك بالله بصرف العبادة لغيره معه، وأدناه بين هذه المؤلّفات: بدع التّعازي).
ونفي الشرك (بالمقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة بخاصّة) أمْرٌ ثابت ومقدّم في كلّ الرّسالات منذ بعث الله أوّل رسله نوحاً حتى ختمهم بمحمد ومن بينهما عليهم صلوات الله وبركاته وسلامه: {ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
وأعجبني كتاب (بدع التّعازي) قبل غيره لِوَجازته، وقلّة التّآليف في موضوعه، وعدم التّكلّف في طبعه وزخرفته ولا تلوينه، وأوّل كتاب زُخْرِف ولوِّن قبل خمسين عاماً ديوان لنزار قباني وأنكره الشيخ علي الطّنطاوي رحمه الله.
وحفظ حقوق الطبع والتّأليف قانون أوروبي لم يعرف قبل الثّورة الفرنسية الظّالمة.
وإنّما كُتِب وطُبِع الكتاب (الدّيني بخاصّة) ليُنْشَر ويتحقّق العلم والأجر.
والسّجع في عنوان الكتاب ومتنه حدث بعد القرون المفضّلة حينما أصيب المسلمون بمرض الاهتمام بالشكل أكثر أو مثل المضمون بعد أن قادهم الأعاجم إلى ذلك لنشاطهم وقلّة فقههم.
وطلب التّقديم أو التّعريف بالمؤلَّف أو المؤلِّف حدث آخر لم يُعْرَف في القرون المفضّلة وكأنّي به تزكية للنّفس مبطّنة.
وعندما قدّم لي ثلاثة من الصّالحين: الفوزان والسّحيمي والعبود (جزاهم الله خير الجزاء) كتيّب (الدّعوة إلى الله في جزيرة العرب)، دون علمي حذفتها جميعا في الطّبعات التّاليّة.
وأرى التّفضّل بالتّركيز على ما لم ينشر أو قلّ نشره مثل: (بدع التّعازي)، أما (فضل الإسلام )، و(نواقض الإسلام)، و(لمعة الاعتقاد) فقد قامت بها الكفاية والحمد لله، أو أكثر.
وقد اضطررت إلى نشر (الرّد على شرح جوهرة التّوحيد) لأبي قتادة مع مخالفتي لانحرافه (الأخير بخاصّة) و(عقيدة الأشاعرة) لسفر الحوالي (هدهما الله) مع مخالفتي لانحرافه الفكري مؤخراً أيضاً لأنّي لم أجد ردّاً على شرح جوهرة التّوحيد قبل ولا بعد، ولأنّي لم أجد من ردّ على الأشاعرة بمثل هذه الوجازة والتّركيز، وهذّبت تصحيح التّشيّع لموسى الموسوي وفقه الله لأني لم أجد بين أهل السّنّة من عالج مرض التشيّع بمثل وجازته وتركيزه.
وآمل إعادة تصحيح هذه المطبوعات للتّخلّص من الأخطاء الطبع (البارزة منها بخاصّة) مثل: تحديد سنة وفاة ابن قدامة رحمه الله في الغلاف الخارجي والدّاخلي: (650) وفي ترجمته: (620).
وإليكم بعض ما تيسّر لي نشره وأكثره من المهذّبات وخيره مهذّب زاد المعاد للاقتصار على الصّحيح من الهدي النّبوي.
زادكم الله من فضله واختصّكم برحمته ووفقكم ووفقني إلى التّقليل من الدّراسة والتّأليف، والزّيادة من التّعليم والدّعوة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – الرسالة رقم/119 في 1430/7/3هـ.