من سعد الحصين إلى الأخ في الدين [التمحيص قبل النقل ثم التبليغ]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى فضيلة الأخ في الدّين، وفقه الله لمزيد من العلم والعمل والدعوة.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فليس من عادتي متابعة ما أكتب ولا ما يكتب غيري في الانترنت وغيره من وسائل الإعلام ومنها: الملحوظات على ما أكتب ولكن بعض الإخوة جزاه الله خير الجزاء طلب مني النّظر في ملحوظاتكم:

1) أما الجنائز، وطلب العلم لله ولغيره، والمشاحة، فلكلٍّ ما يرى.

2) وأما المعتصم تجاوز الله عنه فقد تناقل الناس العلماء والمفكرون والعوام والشعراء أسطورة (وامعتصماه) وجعلها الحركيون والحزبيون قدوة يطالبون النّاس التأسّي بها. ومن عادتي التّمحيص قبل النقل ثم التبليغ. وكلّ الروايات توكد أن المعتصم استجاب لاستغاثتها بغير الله ودعائها الغائب والغفلة عن دعاء الله، وهذا شرك أكبر لا يجوز السّكوت عنه.

وأنا وأكثر الناس لم نعرف عن المعتصم غير هذه الأسطورة واستجابته للاستغاثة الشركية الجاهلية. ولو علمنا عنه من الحسنات شيئا لم يمنعنا من إنكار المنكر (وبخاصّة إذا أقرّه الأغلبية وأعجبوا به وجعلوه قدوة). ولكن حبسه وجلده وقتله العلماء ليقسرهم على فساد المعتقد طامّة أخرى لم تحدث قبل أخيه وهو وابنه (تجاوز الله عنهم جميعاً) ولا بعدهم.

ومن أبرز ما ذكر عنه الذهبي رحمه الله أنه مات شبه أمّيّ، وكراهيته العلم.

وليس الحكم على قلبه بل على جرّه جيوش المسلمين استجابة لدعوة شركية.

3) لا يقال: أثبت أن القراءات ليست متواترة أو أن قواعد التجويد المحدثة لا دليل عليها، فعند أهل العلم لا يطلب إثبات العدم فهو مستحيل، بل يطلب ممن يدّعي التواتر والدليل إثباته (والبيّنة على المدّعي)، أما سكوت العلماء فلا يعتبر حجّة، هذا وثن باسم الحسين رضي الله عنه في مصر سكت عنه جميع العلماء في الأزهر والولاة منذ صلاح الدّين الأيّوبي رحمه الله (يوم كان تحت مظلّة الفاطميين بُنَاته وبعد ما ورث ملكهم) قريباً من 900سنة ولم تهدم دولة للمسلمين وثنا قبل السّعوديّين في القرون الثلاثة الأخيرة، وغير أفراد نوادر على رأسهم ابن تيمية رحمه الله، وحاربت الدّولة الخرافية العثمانيّة آل سعود لذلك.

ولعل أخي يدلّني على دليل واحد (حديث أو أثر) على مشروعية قواعد التجويد، وكل علماء الدعوة منذ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله لم يَدْرُسوها ولا درّسوها.

وجزاكم الله خير الجزاء ودلنا وإياكم على الحق وثبتنا وإياكم عليه والسلام عليكم.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه. تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الاثم والعدوان.

1432/6/9هـ.