أخطر أطراف النّزاع في بلاد الشام على الدّين الحقّ
أخطر أطراف النّزاع في بلاد الشام على الدّين الحقّ
بسم الله الرحمن الرحيم
أ – حتى لا يكون الأمر غُمَّة فإني لأحسب أن أخطر أطراف النزاع اليوم في بلاد الشام المباركة على دين الاسلام الذي بعث الله به جميع رسله وأنزل به جميع كتبه (وأساسه: الأمر بإفراد الله بالدّعاء وغيره من العبادات والنّهي عن صرف الدّعاء وغيره من العبادات لأحد من رسل الله وأوليائه فَمَن دونهم من خلق الله) قد يكون من أشدّ النّاس عداوة للذين آمنوا من اليهود والذين أشركوا، وقد يكون من المنتمين للإسلام والسّنّة فمن دونهم من طوائف المنتمين إلى الإسلام والابتداع في الدّين إذا صرفوا المسلمين عن الأهمّ: (التّوحيد والسّنّة) إلى المهمّ: (التّحفيظ والتّجويد أو ما ثبت منه بالحديث أو الأثر الصّحيح، وهو القليل النّادر)، ومن التّركيز على فرائض الله وحرماته إلى التّركيز على المندوبات والمكروهات، ولكنّ أكبر الخطر: فيما وصل إليه حال أكثر المسلمين من إشراك الأموات ومزاراتهم مع الله تعالى في الدّعاء وغيره من العبادات، والتقرّب إلى الله بالشرك الأكبر وبالجهاد الوهمي والإجرامي، ولا يكاد يُنْكَر.
ب – أخطر أطراف النّزاع على الاسلام والمسلمين في بلاد الشام اليوم:
1) حزب البعث العربي الاشتراكي؛ لأنّه يربّي أولاد المسلمين وبناتهم على عقائده ومناهجه واهتماماته ويتجنّب مجرّد ذكر الله تعالى والصّلاة على رسوله صلى الله عليه وسلّم في منهاجه، فضلاً عن تعليم أحكام دين الاسلام.
2) حزب الإخوان المسلمين الضّال المضلّ، بل هو أخطر من حزب البعث لأنّه يمتطي اسم الاسلام ووصف (الاسلامي والاسلاميّة) لبلوغ أهدافه الحزبيّة، وهو منذ أنشئ عام1928 يتجنّب بإصرار وإلحاح مجرّد الإشارة في أيٍّ من برامجه العملية إلى أساس دين الاسلام: (عبادة الله وحده ودعائه وحده)، وإليك البيان:
– بدأ حسن البنّا تجاوز الله عنّا وعنه بمخالفة شرع الله بخروجه وحزبه عن جماعة المسلمين ووليّ أمرهم وعن منهاج النّبوّة في الدعوة الذي أرسل الله به كلّ رسله؛ فعزل قسماً من المنتمين للإسلام والسّنّة تحت عنوان:
(جماعة الإخوان المسلمين) عن جماعة المسلمين، وخرق لهم منهاجاً يخالف ما كان عليه النّبيّ صلى الله عليه وسلّم وصحابته رضي الله عنهم وأرضاهم، بل يخالف ما أرسل الله به كلّ رسله في كلّ زمان ومكان وحال، قال الله تعالى: {ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت}وقال الله تعالى:{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله ألاّ أنا فاعبدون} وقال الله تعالى: {وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانه عما يشركون}؛ ومع أنّه وُلد وعاش ومات بين أوثان المزارات وزوايا التّصوّف، وكان يشارك فيها (مذكّرات الدّعوة والدّاعية – للبنّأ) فقد اجتنب – بإصرار – التّحذير منها في كلّ تعاليمه العمليّة: واجبات البيعة وعددها(38) وأركانها(10) ومطالبه من الولاة(50) ومنجياته(10) ومهلكاته(10) وواجباته العامّة(10) وموبقاته(10) ووصاياه(10) مع أنّه حذّر من شرب الشاي والقهوة والمشروبات المنبّهة وأوصى بتوحيد الزِّيّ وتنظيم المصايف (راجع المذكّرات والرّسائل، وهما كلّ ما جُمعِ له).
3) حماس، وهي جناح حزب الإخوان الضّالّ، كما جاء في أوّل بيان للحركة، وفي المادّة(2) من ميثاقها: (حركة المقاومة الاسلاميّة جناح من أجنحة الاخوان المسلمين… وتمتاز [حركة الاخوان] بالفهم العميق والتّصوّر الدّقيق والشموليّة التّامّة…) وفرية الشموليّة هي ما يردّده الإخوان لأنّهم لا يفقهون أنّه يكذّبها حذف الأمر بالتّوحيد والنّهي عن البدع والشرك الأكبر من جميع تعليماتهم العمليّة، فلم يحسبوا لذلك أيّ حساب، بل عيّروا علماء الشريعة لاهتمامهم بالأحكام الشرعيّة فسمّوهم علماء الوضوء والغسل.
وحماس أضلّ من بقية الحزب الضّالّ فلم تتخذ مثله تقيّة ولو بإظهار أيّ اهتمام مظهري سطحي، بل ركّزت على ما يسمّونه الجهاد، لا لتكون كلمة الله هي العليا – كما يتّضح من أقوالهم وأفعالهم – بل لتكون الأرض للعرب (من النهر إلى البحر)، ولتعلوا كلمة الحزب، ولتُسْتَخرج الأموال والسّلاح من إيران ومن مغفّلي العرب، وفي هذا السبيل يحجّ خالد مشعل إلى وثن الخميني يقدّم له قرباناً من الأزهار ويعلن: أن الخميني أبو حماس الرّوحي [أي الدّيني]، ولم يُظهر أحد فرحته باحتلال الكويت وتهديد بقية الخليج مثل هذا المسخ، وشاركه أكثر الفلسطينيين من: خاسر خرافات إلى غيره ممن ابتلي برآسته.
ويقوم جهاد المسخ على قتل إسرائيلي في مقابل مئات من الفلسطينيين وتحرير سجين إسرائيلي في مقابل ألف سجين فلسطيني، ويستمر القتل والدّمار بهدف: إحراج دولة إسرائيل، وتُخْزَن الأسلحة في المساجد والمدارس وتطلق الصّواريخ من بين الدّور والأسواق لتردّ إسرائيل ويزيد حرجها.
وبقية العرب بين مؤيّد أو متفرّج، أو مُنْكر أخرسه الخوف من لوم اللائمين عن قول الحقّ غضباً لشرع الله ولسنّة رسوله ولأَمن المسلمين وسلامتهم في غزّة المنكوبة أوّلاً من حماس ثمّ من ردّ الفعل الإسرائيلي لعبث حماس.
وتنبحّ حناجر بعض مبتدعة الأئمّة دعاءً لإخوانهم بالنّصر لا دعاءً لهم بالهداية، وهم أحوج إليها في الدّنيا والآخرة، والهداية طريق النّصر الحقيقي لا طريق له غيرها لو كان فيهم رجل رشيد، ولكنّها حميّة الجاهليّة؛ حميّة العربي لأخيه العربي ولترابه العربي على الحقّ والباطل، وفي هذا السّبيل شجّع الحزبيّون الحزبيّين على الحركات والمظاهرات والاعتصامات والثورات ولو لم يكن فيها أيّ مظهر للبركة، ولن يكون فيها أي بركة وهي تخالف شرع الله وسنّة رسوله، بل ولو قامت على العمليات الانتحارية وقتلت النفوس بغير حق. هدى الله الجميع للتي هي أقوم.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه في 1435/10/2هـ