الحزب الإخواني المبتدع شرّ على نفسه وعلى غيره
الحزب الإخواني المبتدع شرّ على نفسه وعلى غيره
بسم الله الرحمن الرحيم
أ- كدت أقول إنّه شؤم على نفسه وعلى غيره، وخشيت أن أخرج عن خبر النّبيّ صلى الله عليه وسلّم: ” الشؤم في الفرس والمرأة والدّار“ رواه أحمد في مسنده وقال المحدِّث شعيب الأرنؤوط: صحيح الإسناد على شرط الشيخين، أمّا لو صحّ لفظ: (الدّابة) بدل الفرس، فلا خروج فإنّ من شرّ الدّوابّ من يبني منهاجه في الدّين أو الدّعوة على مخالفة منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منهاج كلّ رسول أرسله الله مهما اختلف الزّمان والمكان والحال، بل مخالفته في أعظم ما فرض الله على رسله والصّالحين من عباده؛ قال الله تعالى: {ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وقال الله تعالى:{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون} وقد حذف مؤسِّس الحزب المبتدع تجاوز الله عنه من تعاليمه وواجباته العمليّة (وتبعه أفراد حزبه) أيّ أمر بإفراد الله بالدّعاء وغيره من العبادات وأيّ نهي عن الشرك بالله في دعائه؛ حذفها من واجبات بيعته(38) ومن أركان بيعته(10) ومن مطالبه من الحكّام(50) ومن واجباته العامّة(10) ومن منجياته(10) ومن مهلكاته(10) ومن موبقاته(10) ومن وصاياه(10) مع أنّ اليهود الذين أخذ منهم عدد وصاياه خصّصوا الوصيّة الأولى والثانيّة للنّهي عن الشرك بالله في عبادته، ويجتمعون مع النّصارى على تقديسها في هذا العصر، ومع أنّه تجاوز الله عنه جعل من واجبات بيعته: عدم الإسراف في شرب القهوة والشّاي والمشروبات المنبّهة، ومن مطالبه من الحكّام: توحيد الزّيّ وتنظيم المصايف، ووصف فِرْقته المبتدعة بالحقيقة الصّوفيّة والهيئة السّياسيّة والجماعة الرّياضيّة والرابطة الثقافيّة والشركة الاقتصاديّة والفكرة الاجتماعيّة (مجموعة رسائل حسن البنّا ص76 و277 و156 و157) و(مذكّرات الدّعوة والدّاعية) عمّا ذكرت من التّعاليم البدعيّة وسيرته الصّوفيّة والقبوريّة.
ب- وكان شؤماً على (نفسه) فقُتِل مؤسِّسه حسن البنّا رحمه الله(1949) نتيجة تحوّل الحزب المبتدع إلى الإرهاب المسلّح، وقُتِل سيّد قطب رحمه الله (1965) للسّبب نفسه بعد اعترافه بتوريد السّلاح لقَتْل رئيس الجمهوريّة ورئيس الوزراء ومدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر واثنين من قادة الأمن، وقُتِل عدد من إرهابيّيه بسبب محاولة قتل جمال عبد النّاصر(1956).
وكان شؤماً على (مصر) بزيادته عدد الفِرَق المبتدعة وإبعاد الشباب عن الدّين الحقّ (من: العبودية لله وحده، إلى: التّفسير السياسي المبتدع للاسلام).
وكان شؤماً على (اليمن) حين كان هو المؤيّد الوحيد لثورة عبد الله بن الوزير، فسقطت دولة ابن الوزير قبل أن تستتمّ قيامها، وقُتِل ابن الوزير وأعوانه(1948) تجاوز الله عنهم.
وكان شؤماً على (هتلر) فسقطت ألمانيا وممثّل الحزب: أمين الحسيني مفتي فلسطين يلوذ بالنّازيّين بُوْقاً لدعايتهم، ولم ينقذه من محاكمات نورمبرك مع مجرمي الحرب غير وظيفته الدّينيّة.
وكان شؤماً على بلاد المسلمين التي قامت فيها الثورات والتّفجيرات وأساسها وأسوؤها صرف شباب المسلمين عن الحقّ والعدل والمنهاج الرّبّاني إلى منهاج الضلال والفِتَن الإخواني المبتدع.
وكان شؤماً على (قطر) فتسبّب ممثّلها مِنْ قَبْل ثم مِنْ بَعْد: القرضاوي في إفساد ذات البين بينها وبين أقرب جاراتها إليها من دول العرب والمسلمين، فراهَنَتْ – تقليداً لأمريكا – على الجواد (بل الحمار) الخاسر.
وكانت الفرقة المبتدعة شؤماً على مصر وعلى نفسها يوم ظنّت لأوّل مرّة منذ وُجِدَتْ قبل(85)سنة أنّها حقَّقَتْ هدفها الأوّل والأخير: السّلطة، وكانت بداية نهايتها – كَمَا توقّعتُ – فسقط قناعها الدِّعائي وظهرت حقيقتها: الإفلاس الدّيني والدّنيويّ، ولم تستطع مصر الصّبر عليها حتى تتمّ سنوات ولايتها وفق الدّستور فأزاحتها بالطريقة التي جاءت بها: المظاهرات.
ج- كان أمير السّنّة وراعي الدّعوة السّلفيّة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله أوّل من أعلن من ولاة المسلمين (خارج مصر) براءته من هذه الفِرْقَة الضّالّة المضلّة على صفحات جريدة السّياسة الكويتية ثمّ في كلّ اجتماعٍ أو لقاءٍ رأَسَه للعاملين في الدّعوة وهيئات الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والجامعات الدّينيّة، وبيّن مراراً وتكراراً أنّ كلّ فتنة وقعت في بلاد المسلمين كانت من أوزاغها ومؤجِّجيها.
ولما توفّاه الله ظنّ الاخوانيّون وغيرهم ظنَّ السَّوء وكانوا قوماً بوراً؛ فصبّحهم الخزي بقرار دولة التّجديد والتّوحيد والسّنّة إعلان حِزْبِهم منظّمة إرهابية، وكان الولاة السّعوديّون السّلفيّون منذ الثّمانينات من الهجرة يحسنون إليهم ويؤونهم ويوظّفونهم ويجنِّسونهم ويصبرون على أذاهم، فلا يزداد الإخوانيّون إلاّ نُكْرانا للجميل ومقابلة للمعروف بالمنكر، حتى إذا بلغ سيل الطّوفان الزُّبى جاء التّحذير الأول بلسان الأمير نايف رحمه الله فلم يرعووا بل زاد خيانةً وغدراً ظنّاً منهم أنّ من صبر عليهم نصف قرن مع ظاهر فسادهم وإفسادهم للشباب بخاصّة في المساجد والمدارس والمراكز والرّحلات المدرسيّة وبما يسمّى: التّوعيّة والثقافة والتّربيّة الموصوفة زوراً بالإسلامية؛ ظنّوا أن من صبر عليهم مع ظاهر إفسادهم كلّ هذه السّنين سيصبر عليهم إلى الأبد، فخاب ظنّهم وسُقِط في أيديهم، وجاءتهم الرّاجفة الدّنيويّة تتبعها الرّادفة في الدّنيا، ولعلّ الله أن يهديهم ويكفي الاسلام والمسلمين شرّهم.
د- وقد حاولتْ دولة التّجديد والتّوحيد السّلفيّة منذ سنين إصلاح المؤسّسات التي كثر فسادهم فيها: الجامعات الدّينيّة والمساجد والمدارس وحِلِق تحفيظ القرآن ونحوها، واقتلاع جذور الفتنة التي غرسوها، وبقي الكثير في النّدوة العالميّة للشباب الاسلامي وجمعيّات الإغاثة ومؤسّسة الوقف ومجلّة الأسرة التي اغتصبها قراصنة الحزب المبتدع، بل إنّ إدارات وجمعيّات التّوعيّة والتّربيّة والثقافة الموصوفة – خطأً – بالإسلاميّة في وزارة التّربيّة ومدارسها إنّما افتراها من أوّل يوم قراصنة الحزب الضّالّ ولا تزال تختنق بجراثيم جَرَبِه وفتنته الوبائيّة، ولعلّ الله أن يُطَهِّرَها اليوم بوزير التّربيّة والتّعليم الجديد الأمير/ خالد الفيصل تحقيقاً لمطالبته الفريدة والموفّقة بمحاربة الفكر المولِّد للإرهاب (وهو المقدِّمة) مع أو قبل محاربة الإرهاب نفسه (وهو النتيجة)،
في مقابلته لتركي الدّخيل في برنامج (إضاءات) قناة العربيّة وطَبَعَتْه ونَشَرَتْه (مكتبة العبيكان، وليس ذلك على الله بعزيز، رغم تغلغل براثن الحزب الضال في جسد الأمة السّلفيّة وتغلغل دعايته الكاذبة الفاجرة في عقول النشأ، والله الموفّق.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن في 1435/05/12هـ.