تهذيب ميميّة ابن القيّم رحمه الله 

تهذيب ميميّة ابن القيّم رحمه الله 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال مهذّبها: سعد الحصيّن عفا الله عنه: هذه الميميّة أرقّ ما رأيت من شعر العلماء، ويظهر لي أنّ ابن القيّم رحمه الله نظمها في آخر عهده بالتّصوّف والابتداع والتّقليد مثل أكثر علماء عصره قبل أن ينقذه الله بشيخه ابن تيمية رحمه الله، فكان شيطان شعره قويّاً، ويدلّ على صحّة ظني أنه رحمه الله افتتحها بما يشبه ما يعرف عند شعراء الصّوفيّة بالغزل في الذّات الالهيّة أو نحو ذلك في (16) بيت الأولى من الميميّة، وقد حذفت أو عدّلت عدداً من الأبيات أو الجمل أو الكلمات التي تقرّبها إلى الابتداع وتبعدها عن الاتّباع الذي وفّق الله ابن القيّم ليكون علماً من أعلامه:

إذا طلعت شمس النّهار فإنّــــــــــــــها***أمارة تسليمي عليكم فسلّمـــــــــــــــوا

سلام من الرّحمن في كلّ ساعـــــــــــة***ورَوْح وريحان وفضل وأَنْعُــــــــــــــمُ

على [الآل والأصحاب والاخوة اقتـفوا***خُطَاهم] بإحسان فجادوا وأنْعمـــــــــوا

أولئك أتباع النّبيّ وحِزْبــــــــــــــــــه***ولولاهُمُ ما كان في الأرض مسلـــــــــم

ولولاهُمُ كانت ظلاماً بأهلــــــــــــــها***ولكنْ هُمُ فيـــــــــها بدور وأنجــــــــــــم

فيا مُحْسناً بلّغ سلامي وقل لهـــــــــم***محبّكُمُ يدعوا لكم ويُسَلِّـــــــــــــــــــــــم

ويا لائمي في حبّهمْ وولائــــهـــــــــمْ***تأمّل هداك الله من هو ألــــــــــــــــــــوم

بأيّ دليل أم بأيّة حُجَّـــــــــــــــــــــة***ترى حبّهمْ عاراً عليّ وتَنْقِــــــــــــــــــــمِ

وما العار إلاّ بغضهم واجتنابهـــــــمْ***وحُبُّ عِدَاهم، ذاك عار ومأثــــــــــــــــــم

أما والذي شقّ القلوب وأودع الـــــــ***محبّة فيها حيث لا تتصـــــــــــــــــــــرّم

وذلّلــها حتى استكانت لصولة الـــــــ***محبّة لا تلوي ولا تتلعثــــــــــــــــــــــــم

وذلّل فيها أنفساً دون ذُلِّــــــــــــــــها***حياض المنايا فوقها وهي حُـــــــــــــوَّم

لأنتم على قُرْب الدّيار وبُعْدهـــــــــا***أحبّتنا إن غبتُمُ أو حضرتُـــــــــــــــــــــــمُ

وكنْتُ إذا ما اشتدّ بي الشوق[والجوى]***وكادت عُرى الصّبر الجميل تَفَصَّــــــم

أعلّل نفسي بالتّلاقي وقُرْبِـــــــــــــه***وأوهمها لكنّها [لا] توهَّـــــــــــــــــــــــــم

وأُتْبع طرفي وجهةً أنتُمُ بــــــــــــها***فلي بحماها مَرْبَع ومُخَيَّـــــــــــــــــــــــــم

[أسائل عنكم كلّ غادٍ ورائـــــــــــحٍ***وأومي إلى أوطانكم وأُسَلِّــــــــــــــــــــــمُ]

وكم يصبر المشتاق عمّن يحبّـــــه***وفي قلبه نار الأسى تتضـــــــــــــــــــــــرّم

رحلْتُ وأشواقي إليكم مقيمـــــــــة***ونار الأسى منّي تُشَبّ وتُضْـــــــــــــــــــرم

أودِّعكم والشّوق يثني أعنّتــــــــي***وقلبِيَ [مقيم] في حماكم مخيِّـــــــــــــــــــم

وحبّكمُ أصل الهدى ومــــــــــــداره***عليه وفــوزٌ للمــحـبّ ومغنـــــــــــــــــــــم

فيا [سائقي الأظعان] بالله ربّـكــــم***قفوا لي على تلك الرّبــــوع وسلِّمــــــــــوا

هنالك لا تثريب يوماً عـلى امـــرئ***إذا ما بـدا مـنه الــذي كــان يـكــتــــــــــــم

فـيا أسفي تـفـنى الحـياة وتنقضـي***وذا العـَتْـب بــاقٍ مــا بـقــيتـم وعشتـــــــمُ

فمــا منكـــمُ بــدٌّ ولا عَنْكمُ غنًـــــى***ومــا لي مـن صـبرٍ فــأسْلُوَ عنـــكــــــــــمُ

ومـا أنـا بالشّـاكي لـما تــرتضونــه***ولـكنّنــي أرضــى بــه وأُسلِّــــــــــــــــــــم

وحسبـي انتسـابي مـن بعيد إليكـم***ألا إنّــــه حـــــظٌّ عــــظيــــــم مفخّـــــــــــم

إذا قيل: هـــذا [وُدُّهـم] ومُحبُّهـــــمْ***تـهـلّـل بِـشْـراً وجـهــه يـتـبـسّــــــــــــــــم

أما والذي حــجّ المــحبّون بيتـــــه***ولَبَّـــوا له عنــد المُهَـــلِّ وأحْـــرَمــــــــــوا

وقـد كشفوا تــلك الرّءوس [تعبّداً]***لـعـزّة مـن تـعـنـوا الوجـوه وتُـسْـلِــــــــــم

يُهِلـــُّون بالبيـداء: لـبيــك ربّـنــــا***لــك المــلك والحـمـد الذي أنت تَعْلَـــــــــــم

دعـاهم فلبّوه رضــــى ومـــحبّـــة***فلـمّـا دعوه كـــان أقــــرب مـنـهـــــــــــــــمُ

تراهم على[الأكوار]شعثاً رؤوسهم***وغُبْــراً وهــم فيــها أسَرُّ وأنْــعَـــــــــــــــم

وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة***ولــم يـثـنـهـم لـذّاتـهـم والـتّـنعُّــــــــــــــــــم

يسيرون من أقطارها وفجاجهـــا***رجــــالاً وركــباناً ولله أسلمـــــــــــــــــــــوا

ولما رأت أبصارهم بيته الــــذي***قلوب الورى شــــوقاً إليه تَضَــــــــــــــــــرَّم

كأنّهم لــم يَنْصَبُوا قـطّ قبلــــــــه***لأنّ شقــاهم قــد ترحّــل عنهــــــــــــــــــــــمُ

فللّه كَمْ من عَبْرَة [قد بلوتُها]***وأخـــــــرى علـــــى آثارها لا تَقــــــــــــــَدَّم

وقد شَرِقَت عين المحبّ بدمعهــا***فينظر مــــن بين الدّمــــوع ويُسْجِــــــــــــــم

إذا عاينته العين زال[غشاؤهـــا]***وزال عــــــن القــــلـــب الكئيـــب التّــــــألُّـم

ولا يَعْرف الطّرف المعاين حُسْنه***إلى أن يعود الطرف والشوق أعظـــــــــــــم

ولا[غَرْوَ إن عظَّمْتُه إذْ] أضـافـــه***إلـــــى نفسه الرحــــمن فهو المــعظّــــــــــم

كساه من الإجلال أعظم حلّــــــــة***عـلـيـهـا طــراز بالمـــلاحـــة مُعْلَــــــــــــــم

[ومن أجل ربّي فالقلوب]تحبّـــــه***وتخضـــــع إجــــــلالاً لـــــه وتُعَظِّــــــــــــم

فيا [سائقي الأظعان] بالله ربِّـــكم***قِفُوا لــــــي علــــى تلك الرّبوع وسلِّمــــــوا

وقولوا محبٌّ[زَادُهُ حبُّ نَهْجِـــــكم***يرى عِزَّهُ في أن تفـــوزا]وتَسْـــلمـــــــــــوا

وحُبُّكمُ أصل الهدى ومــــــــــداره***عليه وفــــــــوز للمــحبّ ومــغـــنــــــــــــم

وتفنى عظام الصّبّ بعد مماتـــــه***وأشواقه وقــــف عليه محــــــــــــــــــــــرّم

فيا أيّها القلب الذي ملك[الجــوى]***أزمـّتـه حـتّــى مـتــى ذا التّلـــــــــــــــــــوّم

ويا موقداً ناراً لغيرك ضَوْؤُهــــــا***وحرّ لــــــظاهــــا بين جنبيك يُضْـــــــــــرِم

أهذا هو الحظّ الذي قد رضيتـــــــه***لنفسك فـــي الــدّارين جــاه ودرهــــــــــم؟

وهذا هو الرّبح الذي قد كسبتــــــه***لعمرك لا ربْحٌ ولا الأصل يَسْلــــــــــــــــــم

بخِلْتَ بشيء لا يضرّك بذلــــــــــه***وجُدْت  بشيء مثله لا يقــــــــــــــــــــــوّم

وتهدم ما تبني بكفّك جـــاهــــــــداً***فأنت مــــــدى الأيّام تبني وتهـــــــــــــــدم

وعند مراد الله [تبدو] كَمَيِّــــــــــت***وعند مــــــراد الـــنّفس تُسْدي وتُلْحِـــــــم

وعند[معاصي الله]تحتجّ بالقـــــضا***ظهيراً علــــى الرّحمن للجَبْر تَزْعــــــــــم

تَحُلُّ أموراً أحكم الشّرع عـــــــقدها***وتقصد مـــــا قـــد حلّه الشرع تُبْـــــــــرِم

وتَفْهم من قول الرّسول خلاف مـــا***أراد لأن القلب منك معجّــــــــــــــــــــــــم

إذا كان هذا نصح عبد لنفســـــــــــه***فمن ذا الذي منه [النّصــــيحة تُغْنَـــــــم]

ولو تبصر الدّنيا وراء[غشائِـــــــها]***رأيت خيالاً في منام سيُصْـــــــــــــــــرَم

فَجُزْها مَمَرّاً لا مَقَرّاً وكـــن بـــــــــها***غريباً تعش فيــــــــــها حميداً وتَسْلـــــم

فيا عجباً كم مصرع وعظتْ بــــــــه***بنيها ولكن عــــــــن مصارعها عَمُـــــوا

سقتهم كؤوس الحبّ حتى إذا [انتَشَوْا]*سقتهم كؤوس السُّمّ والقوم نُـــــــــــــوَّم

وأعجب ما في العبد رؤية هــذه الــ***عظائم والمغرور فيها متيّــــــــــــــــــــــم

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلــــــــــة***على حـــذر منــــها وأَمْريَ مُبْـــــــــــــرَم

وهل أرِدَنْ ماء الحياة وأرتـــــــــوي***على ظمأ من حوضه وهو مفعــــــــــــم؟

فيا ساهياً في غمرة الجهل والهـوى***صريع الأماني عن قريب ستَنْــــــــــــــدَمُ

أَفِق قد دنا الوقت الذي ليس بعــــده***سوى جَنَّة أو حَرِّ نار تضــــــــــــــــــــرّم

وبالسّنّة الغرّاء كن متمسّكــــــــــــاً***هي العروة الوثقى التي لا تُفَصَّــــــــــــــم

ودع عنك ما قد أحدث النّاس بعدها***فمرتع هاتيك الحوادث [مُظْلِــــــــــــــــــم]

وهيِّءْ جواباً عندما تسمع النِّــــــدا***من الله يوم العرض ماذا أجبتُـــــــــــــــــمُ

به رسلي لمّا أتوكم فمن يكـــــــــن***أجاب سواهم سوف يّخْزَى وينـــــــــــــدم

وخُذْ من تقى الرّحمن أعظم جُنّــــة***ليوم بــــــه تبدو عياناً جهنّـــــــــــــــــــم

ويأتي إله العالمين لوعــــــــــــــده***فيفصل مــــــــــــا بين العباد ويحكــــــــم

فياليت شعري كيف حالك عندمـــا ***تطاير كُتْب العالمين وتُقْسَــــــــــــــــــــــم

أتأخذ باليمنى كتابك أم تكـــــــــــن***بأُخْرى وراء الظَّهْر منك تُسَلَّــــــــــــــــــم

وتقرأ فيه كلَّ شيء عَمِلْتَـــــــــــــه***فَيُشْرق منك الوجه أو هو يُظْلــــــــــــــــم

تقول: كتابي فاقرأُوه فإنّـــــــــــــــه***يبشّر بالفوز العظيم ويُعْلِـــــــــــــــــــــــمُ

وإن تكن الأُخرى فإنّك قائـــــــــــل:***ألا ليتني لم أُوْتَهُ فهو مَغْـــــــــــــــــــــرَم

فبادر إذاً مادام في العُمْر فُسْحــــــة***وعذرك مقبولً وصرفك قيِّــــــــــــــــــــــم

وسِرْ مُسْرعاً [فالموت]خلفك مُسْرع***وهيهات ما منه مفرٌّ ومهـــــــــــــــــــزَم

فهنّ المنايا أيَّ وادٍ نزلنــــــــــــــــه***عليها القدوم أو عليك سَتَقْــــــــــــــــــدَم

فحيَّ على [فردوس جنّات ربّنــــــــا***منابره] نـــــور لمن هو مُكْــــــــــــــــرَم

يرون به الرحمن جـــــلّ جلالـــــــه***كرؤية بـــــــــــــدر التّمّ لا يُتَوهّــــــــــــم

فبيناهمُ في عيشهم وسرورهــــــــم***وأرزاقهم تُــــــجْرى عليهم وتُقْســــــــــم

إذا هم بنور ساطع قدْ بَدا لهـــــــــم***وقــــــد رفعــوا أبصـــارهـــم فإذا هُـــــــمُ

بربّهمُ مــــن فوقهم قائل لهــــــــــم***ســـــــــــلام عليكم طبْتُمُ ونعمتُــــــــــــــمُ

ولله أفراح المحبّين عندمـــــــــــــــا***يــخاطبهم [ربّ العباد] يُسَلِّـــــــــــــــــــم

ولله أبصار تــــــــرى الله جـهـــــرةً***فـــــــلا [ضُرّ] يغشـــاها ولا هي تـــــسأم

وإن ضاقت الدّنيا عليك بأسرهــــــا***ولـــــــــم يـــك فيها منزل لك يُعْلَـــــــــــم

فحيَّ على جنّات عَدْن فإنّهــــــــــــا***منازلنا الأولى وفيـــها التّنعّـــــــــــــــــــم

ولكنّنا سَبْيُ العدوّ فهل تـــــــــــرى***نعود إلى أوطاننا ونُسَلَّـــــــــــــــــــــــــــم

وإن حُجِبَتْ عنّا بكلّ كريهــــــــــــة***وحُفَّت بما يؤذي النّفوس ويؤلـــــــــــــــم

فما ذاك إلاّ غَيْرَةً أن ينالـــــــــــــها***سوى كفئها والرّبّ بالخلق أعلـــــــــــــــم

ويا خاطب الحسناء إن كنت صادقاً***فهذا [أوان] المَهْر، فهو المُقـــــــــــــــــَدَّم

فللّه كم مــن خيرة إن تبسّمــــــــت***أضاء لها نور مـــــــن الصّبح أعظــــــــم

ويا لذّة البصار إن هي أقبلــــــــــت***ويــــــا لــــذّة الأسماع حـــين تكلّــــــــــم

ويا خجلة الغصن الرطيب إذا انثنت***ويــــــا خجلة [الأفلاك] حين تبسّــــــــــم

يراها إذا أبدتْ له حسن وجهـــــــها***يلذّ بـــــها قبل الوصــــــال وينعـــــــــــم

وللورد ما قد [زيّنته] خدودهـــــــــــا***وللخمر ما قــــــد ضمّه الرّيْق والفـــــــم

تُذكِّر بالرّحمن مــن هو ناظـــــــــــر***[إلـــــى حُسْنها] أنّ [الفَنَاء] محـــــــــرّم

لها فِرَق شتى من الحسن[أينعــــت]***فينطق بالتّسبيح لا يتلعثـــــــــــــــــــــــم

إذا قابلت جيش الهموم بوجهـــــــها***تولّى على أعقابه الجيش يُهْــــــــــــــزَم

فإن كنت ذا قلب عليل بحبّــــــــــــها***ولم يبق إلاّ وصلها لك مَرْهـــــــــــــــــم

فجِدَّ وسارع واغتنم زمن الصّــــــــبا***ففي زمن الإمكان تسعى وتغنــــــــــــــم

وكُنْ أيِّماً مـما ســـــــــواهـــا فإنّــها***لمثلك فــــــي جنّات عــــدن تأيّــــــــــــم

وصُمْ يومك الأدنى لعلّك فــــــي غــدٍ***تفوز بعيد الفطر والنّـــــاس صُـــــــــوَّم

فبالله ما عُذْر امْرئ هو مؤمــــــــــنٌ***بهذا ولا يسعى له ويُقَــــــــــــــــــــــــدِّم

ولكنّما التّوفيق بالله إنّـــــــــــــــــــه***يخصّ به من شاء فضلاً ويُنْعــــــــــــــمُ

وإن تك قد عاقتك [ليـلى] عن العـــلا***فقلبك رهن في يديها مُسَلَّــــــــــــــــــــم

وقد ساعدت بالوصل غيرك، والهوى***لها منك والواشي بها يتنعَّــــــــــــــــــم

فدعها وسلّ النّفس عنها بجنّــــــــــة*** من العلم في روضاتها الشّرع يَحْكُـــــم

وقد ذُلِّلَت منها القطوف فمن يُـــــــرِدْ***جناها يَنَلْه كيف شاء ويطعـــــــــــــــــم

وقد فُتِحَتْ أبوابها، وتزيّنـــــــــــــــت***لخطّابها فالحسن فيها مُقسّـــــــــــــــــَم

وقد طاب منها نزلها ونزيلـــــــــــــها***فطوبى لمن حلّوا بها وتنعّمــــــــــــــوا

أقام على أبوابها داعي الهــــــــــــدى***هلموا إلى دار السّعادة تغنمـــــــــــــــوا

وقد غرس الرّحمن فيها غراســـــــــه***من النّاس والخلاّق بالخلق أعلــــــــــم

ومن يغرس الرحمن فيها فإنّــــــــــــه***سعيد وإلاّ فالشقاء محتـــــــــــــــــــــم

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – 1435/04/05هـ