الحداثة الإسلاميّة[2] [نقد فكر الشنقيطي في مجلة المنار بمصر]

الحداثة الإسلاميّة[2]

[نقد فكر الشنقيطي في مجلة المنار بمصر]

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت في عدد مجلة المنار 18 الصّادر في محرّم 1423 مقالاً بعنوان: الصّحوة الإسلامية.. خواطر في فقه المنهج لمحمد بن المختار الشنقيطي (كاتب موريتاني مقيم بالولايات المتحدة).

ولم يوفّق هدانا الله وإياه إلا في إثبات أن المجلة منارٌ للفكر لا للشرع ولا للحقّ ولا للعدل، وكلمة (فقه) في عنوان مقاله مجرد ادّعاءٍ ينفيه كلّ ما سوَّد به الصفحات من 14 إلى 25، وَفَرْقٌ عظيم ـ قد لا يدركه الكاتب ـ بين الفقه في نصوص الوحي على منهاج أئمة الفقه في القرون المفضّلة وبين الفكر ولو وُصِف زورًا أو خطأً بالإسلامي؛ فالأول مُنْتَمٍ إلى اليقين، والأخير مُنْتَم إلى الظن على أحسن أحواله.

لم يتضمّن المقال نصًّا من الكتاب ولا من السّنة ولا من فقه السلف في الدين، وإنما امتطى وهمه وهواه وفكر من وصفهم بأنهم (خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين) ص15، وليس فيهم عالم بشرع الله ولا داع إلى الله على بصيرة، بل هم بين: (إقبال) التّائه بين الفلسفة الضالّة والتصوّف الضَّالّ إذا صحَّت التّرجمة عنه، (ومالك بن نبي) الذي حاول أن يقبض قبضة من أَثَر (الإبراهيمي وابن باديس ومبارك الميلي) رحمهم الله الدُّعاة حقًّا إلى الله على منهاج النّبوَّة، العلماء حقًّا بشرع الله، الذين أزال الله بهم معظم أوثان الجزائر وبِدَعها؛ فشغله عن ذلك مثل ظن (إقبال) أن (المطلوب ليس العلم بالله بل الاتصال بالله والانكشاف للحقيقة الخالدة: تجلّى الذات العلويّة) ص17 نقلاً عن (وجهة العالم الإسلامي لمالك بن نبي ترجمة عبد الصبور شاهين ص54 ط5 دمشق 1985)، بل فِكْر (بلزاك) ص17، و(عبد الله نصيف) الذي ظنَّ أننا (نحن المسلمون أشد أعداء الإسلام.. لا نزال نحارب المعتزلة، بينما يجب علينا التعامل مع الأفكار الطّريّة في ثقافتنا) ص17، وهو هدانا الله وإياه لأقرب من هذا رشدًا شغلته (الأفكار الطّريّة) عن الإقتداء بجدِّه محمد نصيف رحمه الله وكان علماً من أعلام الدِّين الحقّ، وَنَشْر علوم الشريعة ونَصْر أهلها، وتأييد دعوة الحق من أوَّل يوم، وكان منزله في جدّة أوّل منزل للملك عبد العزيز رحمه الله عندما اختاره الله لتطهير بيته ـ وما حوله ـ من أوثان المشاهد والمزارات والأضرحة وبدع الفكر الصّوفي والفساد الدِّيني والدنيوي، و(الغنوشي) الذي يصف بعض علوم الاعتقاد وبخاصة الرّدّ على المعتزلة والفلاسفة والأشاعرة (بالزّيف) ويحكم عليها (بالدفن) ص18 لِتَبْقى حركته الضّالّة عن منهاج النبوة، ونظم ركيك (لعبد الله الحامد) يمثّل ضياعه ومحاولة إظهار نفسه بأيّ كلام لا يفيد في الدنيا ولا في الآخرة، وأخيرًا فكر (فُلَر) ضابط وكالة الاستخبارات الأمريكية (وبورغا) الخبير الفرنسي في الحركات الإسلامية) و(الحكيم الإفريقي نِلْسُن مَنْدِلاّ)، وبمثل هؤلاء ضلّ الفكر الإسلامي.

2- وكما توهّم سيّد قطب رحمه الله تقصير السّلف منذ عصر نزول القرآن عن إبراز الجمال الفني في القرآن بانشغالهم بمعانيه وألفاظه (التصوير الفني في القرآن ص26 ـ 27 طبع دار الشروق عام 2000)؛ توَّهم الشنقيطي هداه الله تقصير الفقهاء منذ القرن الأول عن الاهتمام بالجوانب السّياسيّة والإدارية والتّنظيميّة، وانشغالهم بفقه المبدأ عن فقه المنهج (ص14). والتّفريق بين فقه المبدأ وفقه المنهج حلقة جديدة في سلسلة الابتداع الضّالة بعد التّفريق بين الظّاهر والباطن وبين الحقيقة والطّريقة، وإذا كان للمسلمين أن يكونوا (أشدّ أعداء الإسلام) كما نقل الشنقيطي عن نصيف (ص17)؛ فأقرب صور هذا الإثم العظيم أن يتجرأ كتَّاب الفكر (الموصوف بالإسلامي زورًا) على مخالفة منهاج الصّحابة والتّابعين وتابعيهم في القرون المفضّلة وهم المؤمنون الذين أَمَرَنا الله باتباع سبيلهم: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا[النساء: 115].

ولم يكن من سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا أتباعه في القرون المفضّلة: إبراز الجمال الفنِّي في القرآن ـ كما يؤكد سيّد ـ، ولا كان من سبيلهم الاهتمام بالجوانب السّياسية والإداريّة والتّنظيميّة والتّفريق بين فقه المبدأ وفقه المنهج ـ كما يؤكد الشنقيطي ـ. وهذه خُطب النّبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهي القدوة المفروضة في الدّعوة لم تَذْكُر مرة واحدة تنظيمًا إداريًّا ولا حدثًا سياسيًّا ولا طارئًا من الطّوارئ على كثرتها وأهمّيتها ويقينها كما ثبت في صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة بن النّعمان رضي الله عنها وفي كل ما ثبت من خطب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومتّبعي سنة في القرون المفضّلة، وكان أكبر همّهم في تعلّم القرآن: تدبّر معناه، وكان أكبر همّهم في الدِّين والدّعوة: أحكام الاعتقاد ثم العبادات ثم المعاملات لا كما يتوهم الشنقيطي ومن استشهد بفكرهم الضّال هدانا الله وإياهم جميعًا.

3- والشنقيطي (ردَّه الله إلى شرعه ووحيه) يرى علاج مشكلات الصّحوة: (استنباط قواعد منهجيّة جديدة، والبحث عنها في ثنايا الحكمة الإنسانية عامّة، والاستفادة من التّراث الإنساني المعاصر والحضارة المعاصرة في مجال الفكر الاستراتيجي والتّنظيمي) ص(15)، والحقّ أن أكبر مشكلات ما يسمّى بالصّحوة الإسلامية انشغال قادتها بالفكر الاستراتيجي والتنظيمي والفلسفي والصّوفي عن الرّدّ عند الاختلاف إلى الله والرّسول، وعن طاعة ولاة الأمر، وعن الرجوع إلى منهاج النّبوّة وجماعة المسلمين ونَبْذ مناهج البشر غير المعصومة وأحزابهم التي فرَّق الشيطان بها شمل المسلمين، ونَبْذ (الفكر الإسلامي) المنحرف الذي زيَّنه الشيطان لأكثر المجلات الإسلامية ولمعهد الفكر الإسلامي العالمي في أمريكا وجامعته في ماليزيا ومفكّريه وإنتاجه؛ زيّنه بنفثه ووسوسته، وحقده على خير أمة أُخْرِجَتْ للناس (في القرون الثلاثة الأخيرة) منذ القرون الأولى المفضّلة: جَدَّدَت الدين للناس بالرجوع به إلى نصوص الكتاب والسّنّة بفهم سلف الأمة المعتدّ بهم، وقاتلت ” لتكون كلمة الله هي العليا، وأزال الله بها البدع، ومَحَا بها أوثان المقامات والمشاهد والمزارات من كربلاء إلى بحر العرب ومن الخليج إلى البحر الأحمر، (وكان من بينها وثن ذي الخلصة الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهدمه وأخبر عن عودته)، ولـمَّا قامت دولة البغي والظّلم والبدع: الخرافة العثمانية غير الرَّاشدة وغير المهديّة بتدميرها ـ فيما يشبّهه د. صالح العبود رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بالحرب الصليبية في مقدمته لكتاب (حقيقة الدعوة إلى الله تعالى ص14ط4) وفيما يصفه بالحملة الصّليبيّة د.زكريا سليمان بيومي أستاذ التَّاريخ الحديث في جامعة المنصورة بمصر في هذا العدد من مجلة المنار الجديد ص90؛ أعادها الله فقامت بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود بما قامت به الدولة الأولى من إزالة البدع والأوثان التي أعادها سلطان آل عثمان، ولا زالت الدّولة المسلمة الوحيدة التي منعت بناء المساجد على القبور ومنعت ما دون ذلك من البدع وزوايا التّصوّف بوازع السّلطان أكثر من وازع القرآن، ونشرت الكتاب والسّنّة داخل البلاد وخارجها، وأسَّستْ معاهد وكليّات وجامعات ومراكز الدّين في الداخل والخارج، وطبعتْ ووزعتْ لأوّل مرّة في التاريخ المراجع والكتب الدّينيّة وأهمَّها: جامع الأصول وتفسير الطبري وابن كثير والمغْني والشرح الكبير ومجموع فتاوى ابن تيمية بعد جمعه من مكتبات العالم، فضلاً عن طباعة المصحف وكُتُب الحديث، وخدمة وتوسعة وتطهير الحرمين مما يصعب حصره.

ولكن هذا الكاتب يلومها على (التّحالفات والمعاهدات وعلى صِلاتها الدّوليّة التي يدّعي أنها تحتمي بها) ص20، ويزيغ فكره عن تذكّر تحالف النّبي صلى الله عليه وسلم وتعامله مع  المشركين بل ودخوله في جوار المطعم ابن عدي المشرك، بل يزيغ فكره عن تذكّر أنّه هو (صاحب الفكر المنحرف عن منهاج النبوّة في الدين والدعوة) مهاجرٌ من بلاد المسلمين إلى بلاد أغلبيَّة أهلها نصارى وسياستها علمانيّة، إما بدعوى (الاحتماء) دون ضرورة أو في ملاحقة للدّولار، ومِنْ وراء ذلك ومِنْ دونه: الانتماء والولاء والحياة بين غير المسلمين وفي ظلّ راية نظام العلمانيّة، ومثله كثير من المفكرين والمعارضين الإسلاميين (زعموا) كفى الله الإسلام والمسلمين شرهم.

4- ويلوم الكاتب الضّالّ عن منهاج النبوّة دولة الدعوة إلى منهاج النبوة (من أوّل يوم) على كثرة أفراد الأسرة الحاكمة وهو لا يعقل أنَّه بهذا التخريف يخالف شرع الله ووحيه؛ فقد شَرَعَ الله كثرة النسل: ” فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. وهو يخالف قضاء الله وقدره: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا} [الشورى: 49-50].وهو يغتاب ـ بل يبهت ـ خير من أعطاه الله الملك في القرون الثلاثة بل العشرة الأخيرة، ويعصي قول الله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات: 12]، وهو يحاول إثارة الفتنة في خير أرض وخير دولة:{يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [التوبة: 47]، {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 191].

5- ويهذي الكاتب هذيان الحقد أو الجنون فيلوم السّعودي على اهتمامه (بتفاصيل عمل الحركات التّنصيريّة عبر العالم ووسائل تأثيرها على المسلمين في غرب إفريقيا وجنوب شرقي آسيا وهو غير مطّلع على أساليب عمل السّلطة في بلده وصِلاتِها الدّوليّة).. إلخ (كما أنّه لا يعرف عدد أفراد الأسرة) ويلوم غير السّعودي على معرفته (دقائق تاريخ الإخوان المسلمين وعن قادة الأحزاب الأفغانية… وهو لم يسمع باسم الفضيل الورتلاني ولا قرأ لِعَلاّل الفاسي أو مالك ابن نبي، ولا هو يعرف عدد الوزراء في حكومة بلاده) ص20، أشكر الله الذي شغلني بالدعوة إليه عن القراءة للورتلاني والفاسي، ولم أقرأ لمالك بن نبي إلا قليلاً ثم صرفني عنه اعتماده على الفكر أكثر من الوحي الأمر الذي حبّبه إلى الشنقيطي، ولن يسألني الله عن عدد الوزراء في حكومة بلادي المباركة، ولا عن عدد أفراد الأسرة المالكة أعزَّهم الله وأعزَّ بهم دينه، وإن علمت ـبالصدفة المقدّرةـ أن المفكِّر المحقّق عبدالرحمن الرّويشد رئيس تحرير مجلة الدعوة عدد سنين ومؤسّس مجلة الشبل أحصاهم بأسمائهم ذكورًا وإناثًا، صغارًا وكبارًا، أحياء وأمواتًا، منذ محمد بن سعود (الذي نصر الله به وبأسرته دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حياته وبعد موته بأكثر من قرنين) فلم يتجاوز عددهم (2900). وإني لأضرع إلى الله أن يكثر عددهم ويحفظهم ذخرًا لحفظ دينه وقدوة صالحة للمسلمين، وأن يقلَل عدد الكتَّاب ممن هم على شاكلة محمد بن المختار الشنقيطي ويردّ كيدهم في نحورهم.

6- والشنقيطي يناقض فكْرُه الفاسد فِكْرَه الفاسد في هذا المقال كما هي صفة الفكر اللازمة التناقض والاختلاف: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]؛ فهو ومَنْ على شاكلته يسخرون من الرّدّ على المعتزلة وأمثالهم بعد انقضاء عصرهم (بل من التّذكير بشرع الله في الوضوء والغُسل والحيض والنفاس وغيرها من أحكام الاعتقاد والعبادة) ثم هو ينقل كلام ابن نبي في مدح ابن تيمية بأنه (لم يكن عالمًا كسائر الشيوخ)، وزاد الشنقيطي على ذلك بادّعاء: (وقوفه في وجه حكَّام الجور) ص18، وهذا الادعاء افتراء على ابن تيمية فهو متّبع للأمر بالصبر على الحكام ولو ظلموا كما في الصّحيحين وغيرهما، وأكثر كُتُب ابن تيمية ردّ على الفلاسفة والمعتزلة والقدريّة والمرجئة والصّوفية، وبيان أحكام الشّريعة في الاعتقاد ثم العبادة ثم المعاملة.

وفي الصّحيفة نفسها يذكر ما يلي: (الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي كان رجلاً عمليًّا.. بنى التّحالفات السياسيّة والقبليَّة وحمل السلاح وهدم أوكار الخرافة والدجل) ثم هو في ص20 يسبّ الدّولة المباركة التي نَصَرَ الله بها وحدها دعوة الحقّ في عهد محمد بن سعود وفي عهد ولديه عبد العزيز وسعود قبل وبعد موت الشيخ محمد رحمهم الله جميعًا عام 1206، ثم في عهد تركي بن عبد الله في المرحلة الثانية، ثم في عهد الملك عبد العزيز وأبنائه الملوك في المرحلة الثالثة حتى اليوم بعد قرنين من موت الشيخ محمد، وهم حماة دعوته بفضل الله بهم وعليهم. ولا تزال هذه الدّولة المباركة وحدها ـ لأنها أُسِّست من أوَّل يوم على الدعوة إلى الله على منهاج النّبوّة ـتخلو مساجدها من القبور، ولا يحصل على جنسيّتها إلا مسلم، ولا توجد فيها زاوية صوفيّة واحدة، ولا يُعْلَن فيها مولد، ولا يُحْتفل بِعِيْدٍ غير عيدي الإسلام، ولا يُبْنى على القبور، ولا يُباع الخمر ولا الخنزير في أسواقها، ولا يختلط الرّجال بالنّساء في العلم ولا العمل، ولا توجد بها ملاهٍ ليليّة ولا دور للسّينما، ويوقف العمل والتجارة واللهو أثناء كلّ صلاة، هذه بعض مزاياها ليتعلّم الجاهل ويزداد غيظ الحاقد: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} [آل عمران: 119].

ولا يزيح الإثم عن جمال سلطان، ولا عن مجّلته، ولا عن دار المنار الجديد للنشر والتوزيع بالقاهرة، ولا عن التجمّع الإسلامي في أمريكا الشّماليّة ادّعاء (أن المقالات المنشورة تُعَبِّر عن أراء أصحابها)، فكلٌّ راعٍ ومسؤول عن رعيَّته، والله أعلم بما في نفوسكم وسيحاسبكم على ما حمّلتم أنفسكم من نشر ضلال الفكر، تجاوز الله عنا وعنكم.

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.