مِنْ غربة الدين إنكار المعروف
مِنْ غربة الدين إنكار المعروف
بسم الله الرحمن الرحيم
زاوية عبد الله با جبير في العدد (8400) في 27/11/2001 من جريدة الشرق الأوسط:
1) ادَّعى الكاتب أن المرأة الأفغانية بعد هزيمة طالبان خرجت إلى الشارع الذي لم تره ستين شهراً كاملة، وهذه مبالغة.
2) وصف الحجاب بأنه سجن وظنّه مخالف لشرع الله، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ} [الأحزاب: 53].
3) وصف الحجاب الشرعي بأنه عودة بالمرأة إلى زمن كانت تشترى فيه وتُباع والعكس هو الصحيح.
4) وصف قوامة الرجل على المرأة بتحكم من هو أقل منها عقلاً في مصيرها، وقد قال الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34].
5) أظهر الفرح بعودة محلات الحلاقة للنساء ومجلاّت الأزياء.
6) قرّر أنه لا توجد شريعة ولا عقيدة تجعل المرأة مخلوقاً أدنى، ظانّاً أن قرارها في بيتها وحصر عملها برعاية أولادها وزوجها وشؤون بيتها يجعلها مخلوقة أدنى، وقد قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” والمرأة راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها“.
7) وفي رأيي أنه بهذا هاجم شرع الله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أكثر مما نال من طالبان، وأكثر مما فعلت طالبان في هذا الأمر.
8) الحجاب أقرب ما فعلته طالبان إلى شرع الله.
9) وأكبر أخطائها (مثل بقية الطوائف والجماعات والأحزاب المبتدعة) اهتمامها بالصغائر وإهمالها أكبر الكبائر: الشرك بالله في أوثان المقامات والمزارات والمشاهد التي وصفتها الجريدة (ص13) بالعتبات المقدّسة، ولم تهدم طالبان غير وثني بوذا النائية، وربما أغلقت مزاراً للشيعة وأبقت مزارات المنتمين للسنة.
10) ومن أكبر أخطائها بعد ذلك: تحويل أفغانستان قاعدة للمفسدين في الأرض.
11) ومن أكبر أخطائها الإساءة إلى سمعة الإسلام والمسلمين بسوء فهمها لشرع الله والجهاد في سبيله، ونشرها هذه الإساءة في العالم.
12) ولكن الكاتب وقع في هذا الخطأ نفسه فأساء فهم الإسلام ونشر سوء فهمهم للإسلام في العالم.
13) وشرع الله يأخذه من كل خلف عدولـه ينفون عنه فهم الغالين والمنحرفين، لا يجوز تركه للإعلاميّين والممثلين وغيرهم من الفكريّين وإن ابتلي الإسلام والمسلمون اليوم بذلك.
14) وكان للكاتب مندوحة عن الخوض فيما لا علم له به بقصر تحليلاته (وتحريماته) على الجانب السياسي الذي يقرب من فهمه.
15) أخطاء طالبان كثيرة وفادحة وأسوأ منها أن يظنها بعض شباب بلاد التوحيد والسنة ماءً وليست غير السراب المهلك.
16) ولكن تقليد غير المسلمين في مهاجمة خير أعمالهم مدحٌ لهم بما يشبه الذمّ يمكن أن يزيد فتنة الشباب المسلم (الضالّ) بهم.
17) وهذه نصيحة لله ولرسوله ولكتاب ولعامة المسلمين، وبخاصة الجريدة وكاتبها استجابة لدعوتكم (ص10).
18) ولعل صدور الجريدة من لندن (ولو شكلاً) يصفها بالحرية في نشر الرأي المخالف دفاعاً عن الإسلام الذي ينتمي إليه القائمون على المجلة.
هداني الله وإياهم لأقرب من هذا رشدا.
مكة المباركة ـ 1422هـ