آفة الفهم السّقيم: ردّ على صحفيّ جاهل بشرع الله في جريدة الوطن

آفة الفهم السّقيم: ردّ على صحفيّ جاهل بشرع الله في جريدة الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم

في العدد (940) بتاريخ 1425/2/25 من جريدة الوطن خالف صحفيٌّ الشرع والعقل والخُلُق بتطاوله على (أحد كبار العلماء) بغير أثارة من علم ولا هدى ولا طريق مستقيم، ظناً منه أن الواجب تقدير الكفارات بالريال لا بالذهب.
وفي الغالب ـ كالعادة ـ لن يُطالبَ عالِمُ الشريعة بحقِّه ولا بحق الشريعة اكتفاء بالمثل: (لا يضر السحاب نبح الكلاب)، أو القول بلسان الحال أو المقال:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني *** أو كنتَ تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني *** وعلمتُ أنك جاهل فعذرتكا
ولكنّ الذّمّة ـ في رأيي ـ لا تبرأ بذلك، فلا يجوز شرعاً أن يُترك الحبلُ على الغارب ـ في بلاد ودولة التوحيد والسنة بخاصة وفي كل بلد مسلم بعامة للجاهلين بشرع الله أن يقولوا على الله بغير علم، وأكثر مستهلكي الإنتاج اليوم من عامة الناس وللكلمة المطبوعة والمسموعة قبول في أذهان عرب العصر يجعلهم سِبْقَةً للإعلاميّين الذي يُبتلون بهم كلّ يوم ويقدّمون لهم ما تهوى أنفسهم من الإشاعات وأخبار السّوء والملهيّات وأخبار أبطالهم من الرياضين والمغنّين والممثلين.
ولا تبرأ الذّمة بعدما مساءلتهم ومحاسبتهم عن مبلغهم من العلم أو العدل أو الصّدق أو العمل.
أرى أن الذمّة لا تبرأ بأقلّ من عقوبة علنيّة لأي إعلامي ينشر قوله على الله أو على شرعه بغير علم بالجلد أو السجن، أو على الأقل: كفّ قلمُه ولسانه الأهوج عن منابر الإعلام العامة والوسائل الإعلامية.
لقد رأينا في أيّامنا الحاضرة من الإعلاميين من يطالب بإحياء الآثار الدينية ـ باب الشرك الأكبر من قوم نوح ـ بل عن إحياء الآثار الوثنية التي قامت دولة التوحيد والسنة على هدمها أكثر من مرة، ومن ينهى عن تغسيل الميّت وتكفينه، ومن يشجّع المرأة على مخالفة شرع الله وفطرته بترك مسئولياتها عن رعيتها في بيتها ومزاحمة الرجال خارجه، ومن يشجع الشباب على لبس الجينز مجرّد تقليد شكل أعمى يظنه طريقاً إلى التطور والتقدم.
وليعلم هذا الصحفيّ وأمثاله أنهم يُؤتَون من جهلهم؛ فالعملة الورقية ـ مثلاً ـ بديل رمز للعملة شبه الثابتة: الذهب والفضة، ولا يزال فقهاء الأمة يجعلونهما المرجع في تقدير الكفّارات وأنصبة الزكاة ونحو ذلك منذ القرن الأول وحتى قيام الساعة إلا أن يشاء الله، وقيمتهما تتغيّر بين يوم وآخر بل بين ساعة وأخرى، وآفته من الفهم السقيم لدينه.
وعلماء الشريعة ـ وخيرهم في القرون الثلاثة الأخيرة: علماء هذه البلاد وهذه الدولة المباركة ـ بفضل الله ـ هم حملة الشريعة، والقدح فيهم والتطاول عليهم قدحٌ في الشريعة وتطاولٌ عليها لأنهم أهلها وحملتُها إلى الناس.
فاتقوا الله وتوبوا إليه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.
الطائف 1424/2/26هـ