حسن البنّا رحمه الله وعلاقته بالتّصوّف والأضرحة
حسن البنّا رحمه الله وعلاقته بالتّصوّف والأضرحة
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول حسن البنّا في (مذكرات الدعوة والدّاعية ـ ط.الزهراء للإعلام العربي عام 1410) أنه انتقل من المحموديّة إلى دمنهور للدّراسة في مدرسة المعلمين الأوّلية ليكون معلّما بعد 3 سنوات (ص22). (وظللت معلّق القلب بالشيخ [الحصافي] حتى التحقت بمدرسة المعلمين بدمنهور وفيها مدفن الشيخ وضريحه وقواعد مسجده… وتمّ بعد ذلك فكنت مواظباً على زيارته كلّ يوم تقريباً… وواظبت على الحضرة في مسجد التّوبة كلّ ليلة… فرجوت الشيخ البسيوني العبد أن يأذن لي بأخذ العهد عليه ففعل).
(وحضر السيد عبد الوهاب [شيخ الطّريقة الحصافيّة الشاذليّة] وتلقّيت الحصافيّة الشاذليّة عنه وآذنني بأدوارها ووظائفها) ص27.
(كانت أيام دمنهور ومدرسة المعلمين أيام الإستغراق في عاطفة التّصوّف والتّعبّد… نزَلْتُ دمنهور مشبعاً بالفكرة الحصافيّة، ودمنهور مقرّ ضريح الشيخ حسين الحصافي شيخ الطريقة الأوّل، فكان طبيعيّاً أن أندمج في هذا الوسط وأن أستغرق في هذا الإتجاه) ص32.
(وكنّا في أيام الجمع نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور، فكنا أحياناً نزور دسوق [حيث يوجد ضريح الدّسوقي] فنمشي نحو 20 كيلو، ثم نزور ونصلي الجمعة ثم نعود إلى دمنهور، وكنا أحياناً نزور عزبة النّوّام حيث دفن في مقبرتها الشيخ سيّد سنجر من خواصّ الحصافية) 33و34. (وليلة الجمعة بعد الحضرة نتدارس كتب التّصوّف من الإحياء وأحوال الأولياء والياقوت والجواهر وغيرها ونذكر الله إلى الصباح كانت من أقدس مناهج حياتنا) ص39.
(عُيِّنت مدرّساً بمدرسة خربتا ، لكني فضّلت التّعلّم في دار العلوم وأنْ أشدّ الرّحال إلى القاهرة حيث دار العلوم وحيث المقرّ الرّسمي لشيخنا الحصافي) ص52.
(كنت سعيداً بالحياة في القاهرة… كما كنت أجد متعة كبرى في الحضرة عقب صلاة الجمعة في منزل الشيخ الحصافي ثم في كثير من ليالي الأسبوع في منزل خليفته) ص55.
(كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى المولد بالمواكب بعد الحضرة كلّ ليلة من أوّل ربيع الأول إلى الثّاني عشر منه… ونحن ننشد القصائد المعتادة) ص58.
وأثناء عمله في التّدريس في الإسماعيليّة بعد حصوله على الدّبلوم من دار العلوم يقول: (زار الإسماعيليّة الشيخ عبد الرحمان سعد من خلفاء الشيخ الحصافي ولم أكن متحمساً لنشر الدّعوة على أنها طريق خاص لأسبابٍ أهمّها أنّني لا أريد الدّخول في خصومة مع أبناء الطرق الأخرى… ومع ذلك أكرمت الشيخ ودعوت الرّاغبين في الطريق للأخذ منه) ص88.
(ونظام [الجماعة في مرحلة التكوين]: صوفيّ بحث من النّاحيّة الرّوحيّة وعسكريّ بحث من النّاحيّة العلميّة). ووكّد كبار أتباعه لأبي الحسن النّدوي أنّ البنّا رحمه الله ثبت على تصوّفه حتى آخر حياته (التّفسير السّياسي للإسلام ص138-139).
كتبه/سعد الحصين- 1434/05/1هـ.