من سعد الحصين إلى محمد بن ناصر العبودي [2]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى معالي الأخ في الدّين الشيخ/ محمد بن ناصر العبودي حمّده الله العاقبة في كلّ أمره، ونصر به دينه، ووفقه لعبادته ورضاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فمنذ كتبت لك رسالتي الأخيرة يسّر الله لي الاطلاع على بعض مؤلّفاتك في التّرحال غير ما تفضّلت به عليّ.
وهذه المؤلّفات المرحة، خفيفة الظّلّ مثل كاتبها، المفيدة في التّعرّف على بعض أفراد المسلمين وجماعاتهم ومؤسّساتهم، إطار أو وعاء صالح للدّعوة إلى الله على بصيرة لردّ الصّحوة الدّينيّة من الحركيّة الاسلاميّة المنحرفة عن منهاج الشريعة إلى العبادة الصحيحة ومن الفكر الاسلامي المنحرف عنه إلى الوحي، ومن الظّنّ إلى اليقين، ومن التفرّق الحزبي والطرقي والمنهجي إلى جماعة المسلمين وحزبهم ومنهاج نبيّهم صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.
ولكن يظهر لي أنك تتقمّص شخصية المؤرّخ المحايد أو المصوّر الآلي أحياناً، فَتَضِيْع الفرصة على الدّعوة والدّاعي في شخصيّتك المحبوبة وتضيْع الفرصة على القارئ وبخاصّة في الرّابطة وفروعها لمعرفة خطئه ومحاولة إصلاحه، وإلى ما سبق لكم حول التّهاون في بيان الشرك الأكبر والتحذير من التّعبّد لله به في المساجد وغيرها:
1) ص20 في غرب البرازيل إعجاب (بنوافذ المسجد الزّجاجية الملوّنة) وبالقبّة وبتزيين المسجد (بالخطوط العربية الجميلة) من الآيات مثل: الآية التي يكتبها المبتدعة على المحراب: {فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب}، ولا إشارة إلى خطا تفسير كلمة المحراب بأنّها التجويف في قبلة المسجد، وبالأحاديث مثل: «إذا صعد الإمام المنبر فلا صلاة ولا كلام»، ولا إشارة إلى أنّه حديث موضوع مخالف لهدي النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
2) الفخر بما يسمّى العمارة الإسلاميّة، وبخاصّة القبّة والأقواس، وهي (مثل الزّخرفة الزّجاجيّة الملوّنة) عمارة كنسيّة بيزنطيّة لا صلة لها بالإسلام، ونسبتها له افتراء عليه، واقتباس المسلمين لها وإضافتها إلى دين الله وبيوته دليل على انحراف المسلمين (بعد عصر الخلافة الراشدة) واتّباعهم سنن من قبلهم.
3) يَظهر النّقص في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويُفقد العذر إذا قورن بتكرار بعض التفاصيل العاديّة التي لا أهمّية لها مثل الإشارة ص18 و26 إلى أنّ (خالد حيمور) يقود سيارته بنفسه.
4) الحفاوة (بحضارة) الانكا الوثنيّة والاشادة بنباتها عدة مرّات، وإلى الأخ الكريم مقال كتبته عن الحضارة القديمة والحديثة لعلّه يذكّرك (ولا أقول يعرّفك، لأنّك أعرف منّي) بأنّ كلّ الحضارات ومظاهرها الثابتة مقرونة بالوثنيّة في الهند ومصر واليونان والرومان والعرب (قبل الاسلام)، وقد حذّر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم من الدّخول إلى آثارها إلاّ باكين كما ورد في الصّحيح، ولم يذكرها الله في كتابه إلاّ مقرونة بالكفر وبعاقبة الدّمار (صراحة أو إشارة)، ووبّخهم الله على اهتمامهم بها: {أتبنون بكلّ ريع آية تعبثون}؟ بل قال الله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله}؟ ولم يُبْعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لتشييد المساجد، بل رأى فقهاء الصحابة رضي الله عنهم في ذلك تشبّها باليهود والنصارى كما ورد في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما. جزاكم الله خير الجزاء وهدانا جميعاً لأقرب من هذا رشدا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه. تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.
الرسالة رقم347 في 1419/12/7هـ.