من سعد الحصيّن إلى رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة [2] [الاستعانة بالمخرفين نقض لغزل دولة التّجديد والتّوحيد]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصيّن إلى: معالي رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة وفّقه الله،

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فقد علمت أن من أبرز المدعوّين إلى النّدوة التي أقامتها الجامعة عن (الإرهاب) أخيراً: (د.علي جمعة مفتي الدّيار المصريّة) هداه الله.

وأنا أعدّ فكره المنحرف عن شرع الله وسنة رسوله وفقه أئمة القرون الخيّرة في الدّين: من دعاة الإرهاب ضدّ دولة تجديد الدّين والدّعوة السّعوديّة في القرون الثلاثة الأخيرة (سواء جهل هو ذلك أو تعمّده)؛ فهو من أبرز محاربي منهاج التّجديد السّعودي الذي هو منهاج النبوّة.

ومن أسلحته في هذه الحرب الشّرسة كتابه (البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم – مجموعة فتاوى لدحض الشبهات وجمع الشتات – لا غنى عنه في كلّ بيت مسلم – وقف لله تعالى يهدى ولا يباع – فضيلة د.علي جمعة، مفتي الدّيار المصريّة) يوزّعه المبتدعة في بلاد التّوحيد والسّنّة.

وجلّ أقواله مخالفة لمنهاج السّنّة المتميّزة به بلادنا ودولتنا المباركة؛

فهو يجيز:

1) بدعة تشييد المساجد على أضرحة الأنبياء والصّالحين وفي الفتوى المنشورة بصوته على الأنترنت يقول باللهجة العامّية المصريّة: (أمّال الهيصة دي جت ازّاي: فيه جماعة ظهرت اسمها الوهّابيّة عايزين يخرجوا من الخلافة العصمانية، النبي بيقول ماحدّش يخرج عن الخليفة، طب أخرج عليه ازّاي؟ نقول إنه بنى مسجد على الضريح وهو ده معنى الحديث) أي: حديث الصّحيحين: «لعنة الله على اليهود والنّصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد». أما هو فيؤول الحديث بالسّجود للقبر. ولا يفرّق المفتي بين مسجد أسِّس على القبر (على غير تقوى الله) وبين مسجد أدخل عليه القبر؛ (فهو يحتجّ بالصّلاة في مسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة)، ولا بين مسجد مقدّس ومسجد مدنّس بالشرك الأكبر مثل وثن الحسين والبدوي ونحوهما.

وبهذا الفهم السّقيم تحوّلت آلاف المساجد إلى أوثان.

2) التّوسل بالنّبي صلى الله عليه وسلّم بعد مماته بل يراه مستحبّاً (ولا عبرة لمن شذّ عن إجماع العلماء كابن تيمية ومن ردد كلامه بعده) لأنّه يُرى أن (النبيّ حيّ في قبره بروحه وجسده، متّصلاً بأمّته)، وأنّه (يُرى في اليقظة).

3) الصلاة في المساجد المبنية على القبور لأنها (قضية فقهية فرعيّة استغلّها الجهّال ومبتغوا الفتنة أسوأ استغلال… وهي صحيحة مشروعة… ولا حُرمة ولا كراهية فيها إذا كان القبر في مكان منعزل عن المسجد، وصحيحة على المذاهب الثلاثة عدا مذهب الإمام أحمد بن حنبل إذا كان القبر في داخل المسجد).

4) شدّ الرّحال إلى القبور.

5) جواز الحلف بالنّبي والكعبة وكلّ ما يؤول لتعظيم الله.

6) الاحتفال بالمولد (أمر مقطوع بمشروعيته لأنه احتفاء بالنبي).

7) التّصوّف وتَعَدُّد طرقه وارتباط المريد بشيخه (لأنّه منهج التّربية الرّوحي والسّلوكي الذي يرقى به المسلم إلى مرتبة الإحسان) مع أنّه يعترف بأنه مُحْدَث في القرن الرّابع.

ويردّ على من يدعوا إلى تعلّم آداب السّلوك وتطهير النّفس من القرآن والسّنّة بأنّ هذا كلام ظاهره فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب لأننا ما تعلمنا أركان الصّلاة وسننها ومكروهاتها بقراءة القرآن والسّنّة) ولا ينكر من التّصوّف غير الرّقص وأعمال المجاذيب مدّعياً أنها ليست من التّصوّف ولا الطّرق الصّوفيّة،

8) فِعْل ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم مما يُتَعَبَّد به، وأنّ (ترك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتّابعين في القرون الخيّرة لا يفيد شيئاً، لا تحريم ولا كراهة ولا غيرهما).

وبمثل هذا تُفْتَح أبواب البدع، وينسى المبتدعة قول الله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين مالم يأذن به الله}، وقول الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلّ محدثة بدعة وكل بعة ضلالة».

والجامعة الإسلامية بالمدينة ميزة عظيمة أخرى من مميّزات دولة التّوحيد والسّنّة أسّسها الملك سعود رحمه الله وأهداها بيوته لتنشر التّوحيد والسّنّة وتحارب الشرك والبدعة خارج المملكة المباركة بعد أن أتمّ الله لها وبها ذلك في الدّاخل؛ فالاستعانة (من قبل الجامعة نفسها) بالمخرّفين من الخارج (أو الدّاخل) نقض لغزل دولة التّجديد (الوحيدة منذ ألف سنة كما يشهد محمد بهجت الأثري رحمه الله وكثيرون غيره).

وبمثل هذا المفتي وهذه الفتاوى لا عجب أن يعمّر وثنٌ سُمِّي باسم الحسين في مصر نحو (900) سنة، وأن يتسابق علماء الأزهر على كناسة وثن سُمِّي باسم الشافعي كما يقول المنفلوطي رحمهما الله.

وفقكم الله لأقرب من هذا رشدا.

 كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن تعاونا على البر والتقوى- 1431/4/27هـ.