من سعد الحصيّن إلى محمد عبد العال عبد الإله [خطأ شنيع في كتاب: إتحاف الأخيار بأصح العقائد والأذكار]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الإسلام/ محمد عبد العال عبد الاله وفقه الله لطاعته واتباع سنّة نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وجنّبه الفتن والبدع والطرق المختلفة عن طريقه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.

فقد وعدتك بالكتابة إليك عن رأيي في كتاب/ إتحاف الأخيار بأصح العقائد والأذكار، وشغلني السفر عن ذلك حتى اليوم وقد تأكدت من أنه كما ذكرت لك قد جمع فيه أحد الدراويش الذين يعبدون الله على غير علم أشياء من الحق وأشياء من الباطل أشياء من السّنّة وأشياء من البدعة.. والواجب أخذ هذا الدّين عقيدة وعبادة ومعاملة وذكراً من كتب أهل العلم الموثوقين مثل الأئمة الأربعة في العقيدة والعبادة والمعاملة ومثل الإمام النووي في رياض الصالحين في الذّكر وفضل العمل وإليك رسالة مختصرة في الأذكار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعك بها.

ومن الأخطاء  الشنيعة التي وقع فيها الكتاب ادعاؤه في أوله أن العبد إذا أطاع الله يقول للشيء: كن فيكون.ص1، وتعلم أن ذلك خاص بالله عز وجل: {إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون} هذا النبي صلى الله عليه وسلم أعبدنا وأتقانا وأطوعنا لله أراد هداية عمه أبي طالب حتى مات ممتنعاً من قول لا إله إلاّ الله وقال الله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} وقال الله تعالى له: {قل لا أملك لنفسي ضرّاً ولا نفعاً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السّوء} وأراد أن يعرف الحقيقة في قضية الإفك وسأل عدداً من الصحابة رأيهم فما عرف حتى نزل الوحي بتبرئة عائشة رضي الله عنها وأراد النصر يوم أحد فما تحقق وأصيب النبي صلى الله عليه وسلم وقتل عشرات من أصحابه.. والأدلة كثيرا ولا قال الله ولا رسوله عن مخلوق بأنه إذا أطاع الله فإنه يقول للشيء كن فيكون.. ولا قال ذلك أحد من علماء الأمة قديماً ولا حديثاً إلاّ جهلة الدّراويش هداهم الله.

ويقول (مخالفة لشرع الله): يعبده لوجهه لا رغبة في جنته ولا رهبة من ناره ونقمته صفحة4.. والله سبحانه وتعالى يقول عن أنبيائه: {إنهم كانوا يدعوننا رغباً ورهبا وكانوا لنا خاشعين} ويقول عز وجل: {وادعوه خوفاً وطمعاً} وقال عن الملائكة: {يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: {قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}.

وأخطأ الشريعة في اختياره طريقاً خاصا غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم تفرق المسلمون بتعدّد طرقهم المبتدعة.. وحدد لهذا الطريق أربعة أركان: الجوع والسهر والصمت والعزلة وادعى أنه لا وصول لله بدونها. من قال ذلك؟ هل من دليل في الكتاب أو السّنّة.. كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر ويقوم ويرقد ويقول من رغب عن سنّتي فليس منّا إنكاراً على من قال: أصوم فلا أفطر وأقوم فلا أرقد ولا أتزوج النساء.. وقال الله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة}.

ويذكر من أركان الطريق ربط قلب المريد بالأستاذ ويقول بأن هذا من أكبر الأركان ص5.. لم يطلب منا شرع الله إلاّ ربط القلب بالله وربط أعمال الجوارح بشرع الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو وحده المعصوم من الخطأ.

وأخطاؤه يصعب حصرها ولكن ما تقدم أمثلة قليلة منها وأما وظائف الذكر فأكثرها لا يستند إلى حديث صحيح والواجب اختيار الأذكار من كتبها الموثوقة مثل رياض الصالحين والكلم الطيب والأولى التقيد بالعدد والمكان والزمان الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ما اختص به دراويش الصوفية انفسهم.

اللهم اهدنا جميعاً بهداك ولا تضلنا باتباع أهواء البشر .

وفقكم الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين الرسالة 137/م في 1409/10/27هـ.