من سعد الحصيّن إلى القائم بأعمال سفير خادم الحرمين [1] [يوسف البرقاوي وموقفه الشّجاع في أزمة الخليج]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى سعادة القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في الأردن وفقه الله لطاعته وبلغه رضاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فقد تحدّثت معكم في بداية أزمة الخليج لا أعادها الله على المسلمين بما يتميّز به فضيلة الشيخ/ يوسف البرقاوي من وقوفه في وجه التيّار الغوغائي المناصر للعدوان وقد أصدر فتوى في جواز الاستعانة بالقوات الدّولية نشرت في الشرق الأوسط والمسلمون ومجلة الرابطة في الأشهر الأولى من بداية الأزمة ولقي أذى كثيراً بسبب ذلك لجرأته النّادرة في مساندة الحق رغم الموقف الرسمي والشعبي المعارض وهو موظف له مقامه في العلم والعمل والدعوة إلى الله على بصيرة والفتوى في الزّرقاء خاصة والأردن عامة.
وسبق أن قدّمت لكم نسخة من فتواه في بداية الأزمة واستمرّ يدافع عن موقف خادم الحرمين فيما تعلق به المغرضون.. وقد رفض مساومة وزير الأوقاف الأردني السابق/ علي الفقير بل أحرجه في اجتماع رسمي وشعبي عام بحضور محافظ الزرقاء وممثلي الدّولة عندما سأله الفقير أن يقدّم له سابقة واحدة استعانت فيها دولة مسلمة بدولة كافرة على دولة مسلمة فقال له على مسمع من الجميع: إن الحسين بن علي استعان بالإنجليز لإخراج تركيا من هذا البلد فما رأيك أنت في ذلك هل تجيزه أو تنكره؟ ولم ينقذ الفقير إلاّ طلب المحافظ منهما المصالحة.
وعندما حاول إحراجه أحد الغوغائيين بتكفيره خادم الحرمين لتعليق الوسام الإنكليزي أسكته بقوله: هل يسلم النصراني بتعليق المصحف على صدره؟ وهو معروف طيلة حياته بنشر العقيدة الصحيحة والسنة ومحاربة البدعة.
وإني إذ أقدم لكم نسخة أخرى من فتواه المؤيدة للمملكة أرجوا التفضّل بإظهار الاعتراف بفضل الله ثم فضله بتقديم رسالة شكر له من خادم الحرمين أو ولي عهده وإشراكه بصفة دائمة في أعمال التوعية في الحج وتقديم إعانة مادية له يستحقها ويحتاجها أكثر من كلّ من تقدمون له الاعانات في الأردن.
وإني لأحسّ بكثير من التقصير في حقّ هذا الرجل العالم وخاصة عندما أتذكر أنه لم يدع إلى مؤتمر الجهاد الذي أقامته جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلاميّة بالرياض في نهاية الأزمة.
ولا أظننا زدناه عما يستحقّه لو أعطي إقامة دائمة في المملكة أو انتخب لرابطة العالم الإسلامي أو ندوة الشباب الإسلامي اللتين يسيطر عليهما الحزبيّون الذين لا يظهرون ولاء لدعوة التوحيد ولا لدولة التوحيد.
وفقكم الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين – الرسالة رقم/114 في 1411/10/8هـ.