الملك حسين رحمه الله ولعنة الهاشميين[2]
الملك حسين رحمه الله ولعنة الهاشميين[2]
بسم الله الرحمن الرحيم
في القسم الأول من هذا المقال بينّت أن أقدار الله على عباده أفراداً أو أُسَراً أو جماعات أو بلاداً أو دولاً لا يصحّ الحكم عليها باللعنة أو النّعمة ولو كانت عقاباً من الله على سيّئات عباده.
قال الله تعالى: {فأمّا الإنسان إذا ما ابتلاه ربّه فأكرمه ونعّمه فيقول ربي أكرمن*وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن*كلاّ}.
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجُلُّ من سبقه من الرّسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهؤلاء أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم أصابهم من الفقر والجوع والخوف وظلم النّاس ما بيّنه الله في كتابه وسنّة رسوله ثمّ حمّدهم الله العاقبة.
وهذه دولة التّجديد والتّوحيد والسّنّة السّعوديّة لقيت في القرون الأربعة الأخيرة من الظلم والجحود والقتل والنّفي ما قدّره الله لها وعليها وكلّما ظنّ المستعجلون أنّها قُضِيَ عليها عادت مثل ما كانت أو خيراً مما كانت بفضل الله وإحسانه.
تعاون أمير مكّة والمدينة وما حولها الحسين بن علي رحمه الله مع الإنكليز على إنهاء الاحتلال التركي للحجاز، ولم تَفِ إنكلترا بوعدها مكافأته بتتويجه ملكاً على العرب ولكنّها عوّضته بتتويج ابنيه فيصل وعبد الله رحمهما الله على العراق والأردن وجزء مهم من فلسطين بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك غنيمة باردة.
وكان الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله عمليّاً؛ ولا يريد أن يناطح الإنكليز بقواتهم البرّيّة والبحريّة المحيطة به من عَدَن إلى مصر والسّودان وما بينهما من سواحل البحر الأحمر، مروراً بحضرموت وعُمَان والإمارات المتصالحة وقطر والكويت والعراق والأردن وفلسطين التي تحتلّها إنكلترا جميعاً.
ومع أنّ الحجاز وما حوله سبق أن دخل تحت راية الدّعوة والدّولة السّعوديّة المباركة في العقد الثاني من القرن الثاني عشر فهدمت الأوثان وأزالت المبتدعات حتى حاربتها دولة الخرافة العثمانيّة وظُنَ أنّها قضت عليها، فلم يطالب الملكُ عبد العزيز الملكَ حسين بن علي رحمهما الله بأكثر من الإذن لرعيّته بالحجّ والعمرة، وبعدم الاعتداء على رعيته في تربة والخرمة، ولم يذكر عنه أبداً رغبةً في ملك الحجاز ولو لفتح أبوابه لحجّاج رعيته أو لهدم الأوثان وإزالة المبتدعات الطّارئة.
ولكن جيش الملك حسين بقيادة ابنه هاجم تربة واحتلّها وأعلن أنّه ينوي احتلال نجد من الخرمة إلى الأحساء، فأذن الملك عبد العزيز لجيشه في الخرمة بقيادة خالد بن لوي وسلطان بن بجاد رحمهما الله بالدّفاع عن أنفسهم وإخوانهم، وكانت النّتيجةُ إبادة جيش الملك حسين بن علي رحمهم الله جميعاً وغنيْمَةَ أسلحة جيشه وإمداداته، فلم تقم له قائمة بعدها، ولم تر إنكلترا التّدخل لتغيير الأمر الواقع، ولكنّها (بعد أن فتح الله مكة والمدينة وما حولها للدعوة والدولة السّعودية وأعادت هدم الأوثان وأزالت المبتدعات والمنكرات) استعْمَلت سياسة الأمر الواقع فاحتلّت معان والعقبة لصالح مملكة الأردن وكانتا تابعتين للحجاز فالمشكلة سياسة لا لعنة غيبيّة والله الموفّق.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه في 1435/7/5هـ