السّلفيّة والسّعوديّة باقيتان إن شاء الله أبداً
السّلفيّة والسّعوديّة باقيتان إن شاء الله أبداً
بسم الله الرحمن الرحيم
كان لواء السّلفيّة في يد سموّ الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، ولما مات – خلفه الله بصلاح من بعده – فرح الحزبيّون والحركيّون (الإخوان والتّبليغ بخاصّة، وأعداء الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بعامّة) ظنّاً منهم ظنّ السَّوء أن راية السّلفيّة لن ترفع بعده، فخيَّب الله ظنّهم، كما حدث بعد هدم الدّرعيّة وقتل ونفي مئات من آل سعود وآل الشيخ في القرن الثالث عشر من الهجرة، فخيَّب الله ظنّ المبتدعة مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْد، فالتقط الرّاية سموّ الأمير ممدوح بن عبد العزيز السّعوديّة اليوم كما التقطها من قبل الإمام تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود وابنه الإمام فيصل ثم الملك عبد العزيز وابنه الملك سعود، ولا تزال الأسرة السّعودية تحمي حمى السّلفيّة بفضل الله وتمييزه لهم بها؛ فمنذ أكثر من (275) عاماً وهي تمنع البناء على القبور واتّخاذها مساجد، وبناء الزّوايا الصّوفيّة، وإحياء البدع الشّركيّة من المزارات والمقامات فما دونها بعد أن منّ الله عليها بالقضاء عليها من حدود العراق والشام إلى بحر العرب ومن الخليج إلى البحر الأحمر، وهو ما لم تفعله دولة من دول المسلمين منذ العبّاسيّين والبويهيّين والفاطميّين والأيّوبيّين إلى يومنا هذا، وأوضح دليل على ما أقول: أوثان سُمِّيَتْ زوراً باسم عليّ والحسين وزينب والشّافعيّ ورقيّة رضي الله عنهم جميعاً وبأسماء المئات والآلاف من الأنبياء والصّالحين ما أنزل الله بها من سلطان في مصر بلد الأزهر والشام المباركة والعراق وغيرها.
وآخر ما قرأت لأمير السّلفيّة ممدوح بن عبد العزيز نسأ الله له في أثره: مقال عظيم بعنوان (السّلفيّة الثكلى) وردٌّ على مدرِّس بالمسجد النّبويّ ظهر لي منذ عرفته مخدوعاً بمنهج حزب الإخوان الضّال، بل وردٌّ على ابن أخيه الذي خدعته الدّعاية الإخوانيّة التي سُرِقَتْ بها النّدوة العالميّة للشّباب ومؤسّسة الوقف الإسلامي ومجلّته (الأسرة) وأكثر وظائف الرّابطة والإغاثة والمؤتمر الإسلامي، بل كلّ ما سُمِّي بالتّوعية والتّربية والثّقافة الإسلاميّة في المدارس والجامعات والمؤسّسات الإداريّة للتّربية والتّعليم، بل ومحاريب ومنابر المساجد، وحِلَق تحفيظ القرآن المبتدعة بعيداً عن التّدبّر.
ولكن، لا يا سموّ الأمير، السّلفيّة ليست ثكلى، وأبناؤها اليوم أكثر منهم في أيّ عصر بعد عصر الصّحابة وتابعيهم بإحسان في القرون الخيِّرة، ولكنّهم – كما أشرتم – كسالى عن الدّفاع عنها، وبعضهم خلطها بفكر سيّد قطب البعيد عنها، ولكنّهم – بفضل الله ونعمته ومنّته – لا يزالون متمسّكين بأساسها العظيم: إفراد الله بالدّعاء وغيره من العبادات ونفي ذلك عن غير الله تعالى، واعْجَب لمن نجا بهذا المعتقد (قولاً وعملاً واعتقاداً) كيف نجا، فالشّيطان والنّفس الأمّارة بالسّوء شرّ الأعداء يتعايشان مع توحيد الرّبوبيّة عند الأحزاب والجماعات والفِرَق الدّينيّة المبتدعة لأنهما يعْلَمان أنّه لم ينفع إبليس قوله: {خلقتني من نار وخلقته من طين} وقوله: {فأنظرني إلى يوم يبعثون} وقوله: {فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين} ولم ينفع المشركين قولهم عن خلق السّماوات والأرض: {خلقهنّ العزيز العليم}.
وعلى هذا نركّز على هذا الأساس العظيم، ونُعْليه على ما دونه من الأمر بالنّوافل والنّهي عن اللمم، ونُعْلي الاعتقاد على العبادات ونُعْليهما على المعاملات بعكس الحزبيّين والحركيّين وغيرهم من المبتدعة.
وأحمد الله أنّي منذ جلست معكم ومع ابنكم الأمير السّلفي نايف بن ممدوح رعاكما الله والشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مكّة عام1410هـ عرفت فيكم فضل الله عليكم بالتزام معتقد السّلف، وصحيح السّنّة فيما دون ذلك من أحكام العبادات ثم المعاملات، وفضل الله عليكم بالتّواضع ولين الجانب لمن هو دونكم، وبحسن الخلق عامّة.
وشُكْر الله على هذه النّعم العظيمة؛ نِعَم الدّين والدّنيا يلزم السّلفيّين رعاة ورعيّة بالثّبات على الدّين الحقّ، ورفع رايته وإعلاء كلمته والدّفاع عنه والصّبر على الأذى فيه والصَّدِّ أو الكسل عنه.
ويسرّني التّنويه بتميّز مؤسّسة أمّ ثامر رحمها الله، وواسطة عقدها: (تعليم القرآن والسّنّة) التي تقدِّم فريضة تدبّر كتاب الله على نافلة التّحفيظ، وما دونه من التجويد الذي قضى ابن باز وابن عثيمين وابن سعدي رحمهم الله على أّنّه لا دليل على وجوب الالتزام به، وحذّر ابن تيمية رحمه الله من الانشغال به وبعلوم القرآن المحدثة عن تدبّره والعمل به، (كتاب العلم للعثيمين رحمه الله ص171).
وليست هذه المؤسّسة ومثلها: المؤسّسة الخيريّة للدّعوة بأوّل فضل الله عليكم وفضل الله بكم علينا وعلى جميع المسلمين.
وحفظكم الله ذخراً للإسلام وقدوة صالحة للمسلمين.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن- في مكة المباركة 1435/03/24هـ تعاوناً على البرّ والتّقوى