دعوى الإحاطة بكل شيء جهل أو دجل؛ ردّ على سلمان العودة
دعوى الإحاطة بكل شيء جهل أو دجل؛ ردّ على سلمان العودة
بسم الله الرحمن الرحيم
طلب مني من يسرني الاستجابة له الإطلاع على ما كتب في جريدة الوطن في 1431/5/29هـ عن تساؤل أمين مدينة الرياض عن مدى أهلية سلمان العودة لبحث قضية السيول التي وصفها الصحفي الجاهل بأنها نقمة، وقد امتن الله بها على عباده في آيات كثيرة، ولم تكن نقمة إلا في الطوفان على قوم نوح. ولكل شيء في الدنيا جانب مرغوب وآخر ومرهوب. وليس من أكبر همي ما يكتبه الصحفيون وقد امتن الله علي بمقاطعة الصحف والمجلات وأكثر ما تنتجه أدوات الإعلام قبل ثلاثين سنة. ولكني طلبت من أخ عزيز أن يكفيني مشقة البحث عن المقال في (الانترنت)، كفاه الله كل شر، وكل ذي شر، فكَرُمَ عليَّ ـ كعادته ـ بتقديم أكثر مما طلبت جزاه الله عني خير الجزاء: (12) صفحة من موقع العودة عن هذا الأمر وغيره لأن العودة ـ هداه الله ـ يذكِّر بالمثل المصري: (بتاع كله). ووجدت من مجموع هذه الأوراق أن تساؤل أمين مدينة الرياض في محله وفقه الله بهداه لما يرضيه.
يجيب العودة عن كل سؤال خطر ببال سائل كأنه المختص به والموكل عليه، لا يستثني إلا أهم ما أنزل الله به كتبه وأرسل به رسله: (إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه، نشر السنة والتحذير من البدعة، فقه السلف في الدين، منهاج النبوة في الدين والدعوة)؛ فليست بمجموعها ولا أفرادها أكبر همه، رده الله إلى دينه.
1) تكلم هداه الله وكفانا شره عن: السيول كأنه من موظفي الأمانة أو من موظفي الجرايد ممن امتهنوا الكلام في كل شيء ـ مثله ـ وهم في الغالب قاصرون عن كل اختصاص.
2) وتكلم هداه الله عن الجابري الذي قال عنه بأنه: (بدأ ماركسياً ثم صار قوميًّا ـ كما هي عادة الماركسيين ـ ثم تحول في نهاية المطاف إلى ما سماه الرافد الإسلامي)، وكأنما كان العودة يدافع عن نفسه في شخص الجابري بأنه: (لم يكن عنده خصومة مع أمته بل كان يبحث عن طريق للنهضة وعن سر التخلف لافتًا إلى الناس الذين يتكلمون عن الأشخاص أنهم ليسوا عبارة عن حجارة أو حديد وإنما الناس يتمرحلون)؛ نصُّ كلامه بكل ركاكته. ومدح كتابه (فهم القرآن الكريم) بقوله: (إنك تجد أن روح سيد قطب وأسلوبه ليس بعيدًا عن الكتاب)، قلت: اللهم احفظ فهم كتابك من روح الجابري والعودة وسيد قطب وهذيانهم.
ودعوى (التمرحل) لا تصلح ما أفسده الجابري والعودة وسيد قطب فالثلاثة يقولون على الله وكتابه وشرعه بغير علم، وقد قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]. ولا أعرف عن مدى إفساد الجابري إلا من شهادة العودة له بالشيوعية ثم القومية ثم القول على مراد الله بكلامه بغير علم ولا هدى، أما سيد قطب تجاوز الله عنه فأعلم علم اليقين أنه قال على القرآن والفقه والتفسير بغير علم، وأنه أثم وبغى بلمز نبيِّ الله موسى عليه السلام وخمسة من الصحابة المبشرين بالجنة أولياء الله الصالحين، وأنه سبَّ معاوية وعمروًا رضي الله عنهما وأرضاهما سبًّا شنيعًا، فزيَّن لثوَّار مصر أخذ أموال الأغنياء وأراضيهم وممتلكاتهم بالباطل، وكفر أمة المسلمين جميعًا، بل رماهم (بالردَّة عن دين الله ومنهم المؤذنون الذين يرددون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله خمس مرات في اليوم في مشارق الأرض ومغاربها)، ووصف كلام الله بالموسيقى والرسم واستعان بموسيقيٍّ ورسام حتى لا يقول عليهما بغير علم، ويجد القارئ أهم مخالفته (ومن أكبرها أحدية الوجود التي هام بها الصوفية) في بحث لي بعنوان: (فكر سيد قطب بين رأيين) نشرته دار الإمام أحمد ثم دار المنهاج في القاهرة وقبلهما مكتبة السنة في الخبر.
أما تلميذ سيد وابن بيَّه وأبي غدة: (سلمان العود) فإنه حرص على الثورة (في خير دولة أخرجت للناس بعد القرون الخيرة) فيما فهمته وفهمه غيري من تسجيلاته، وأسقط ما سماه: (المرجعية) عن كبار علماء دولة التوحيد والسنة، وبعد سجنه خمس سنوات (إثر قرار هيئة كبار العلماء بالإجماع تخطئته) لم يستجب لنداء أمير مكة المباركة (خالد الفيصل، نصر الله به دينه) لأمثاله ممن يدعون الوسطية بأن يعترفوا بأخطائهم ويعلنوا توبتهم (في لقائه مع برنامج إضاءات في فضائية العربية) ويعتذروا. بل أنكر سلمان العودة في لقائه مع البرنامج نفسه أنه: (ارتكب خطأً أو انحرافًا، وإنما غير أسلوبه فحسب: {ولكن لا يشعرون}.
3) وتكلم العودة ـ هداه الله وكفى الاسلام والمسلمين شره ـ عن الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية: عن (دعاء أصحاب التكاسي لمديرها)، وعن (النقلة الغير عادية التي أحدثها)، ولعله لا يقصد بذلك الثأر من رؤسائها السابقين (العلماء لا الحركيين مثله): الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ عبد المحسن العباد والشيخ صالح العبود حفظهما الله وكل منهم أنكر باطله الذي ظنه حقًّا، وعن اتجاه الجامعة إلى إنشاء كليات للفنون الدنيوية (لتواكب مسيرة العصر حتى لا تتخلف عنها في لفظ مدير الجامعة)، وكأن العلوم الشرعية غير كافية لتحقيق الهدف الذي ميز الله الملك سعودًا بإنشائها من أجله وهو نشر التوحيد والسنة والتحذير من الشرك والبدعة وهو ما يفتقر إليه المسلمون ـ فضلاً عن غيرهم ـ خارج هذه البلاد والدولة المباركة بخاصة.
4) وحتى لا أشق على القارئ وعلى نفسي أُجمل بقية غزواته: (المبتعثون و CIA)، (ملف التعليم)، (المجتمع والمدرسة)، (المعلم)، (التعليم الفني)، (صالح العمري وابن علي الحصين رحمهما الله)، (سوق العمل والتعليم المهني)، (المرور)، (الدفاع المدني)، (سوق العمل وجامعة البترول)، (طفرة سكانية)، (تبوك وعرعر والجوف)، (عيادة الشيخ ابن غديان شفاه الله ودعوى أنه يشكر ويثني ويدعو) والذي أعرفه أنه ـ وهو من كبار العلماء الذين خطَّؤُوا سلمان ـ: يُنكر ويكره، وهو قد يدعو بالهداية وكفِّ شر الفكريين والحركين والحزبيين والقصاص عن الإسلام والمسلمين.
وأتساءل بعد تعداد هذه الغزوات الدنكشوتية: ألا يكفي العودة موقعه ومجلته وفضائيته ومؤسسته التي يقدم فيها فكره وفكر أساتذته المبتدعة الذين يلمز ابن باز وبكر أبو زيد رحمهما الله لإنكارهما انحراف بعضهم في الاعتقاد فضلاً عما دونه؟ ألأنَّه سقط في محاولة التسلق على أكتاف ولاة الأمر في بلاد الدعوة إلى منهاج النبوة (أمراء وعلماء) فأودع السجن مع نفر ممن ساووه في الجريمة وكثير ممن كانت جرائمهم أخف: {والفتنة أشد من القتل}؟ ألهذا عدل إلى التسلق على أكتاف أصحاب التكاسي ومن هم أعلى أو أدنى منهم درجة لعل كثرة (الجعجعة) الإعلامية تغني عن (الطحن) الديني أو الدنيوي للعاجز عن أي منهما؟ وللقارئ الإطلاع على مقالي: (مبتدع دعوى الإسلام اليوم بين الجهر بالسوء والشعوذة) لمزيد من التفصيل عن انحراف هذا الكاتب بأسلوبه القديم والجديد على موقع باسمي، والله يهدينا جميعًا.